شيوخ القصة والحكايات
لايكاد يمر يوم من أيامنا المعاصرة الحافلة بوسائل الإعلام المختلفة إلا ونشاهد أو نسمع على شاشات التلفاز أو المذياع أو في خطبة الجمعة
شيخا من أولئك الذين اتخذوا من القصة أسلوبا ً من أساليب الردع والدعوة الى الله كما الموعظة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكروالترغيب والترهيب .
وقد أزداد هذا النوع من الشيوخ في الانتشار( وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.).إما بأسلوب العرض لبعض المشاهد المرعبة والمرهبة ،أو باستصحاب حالة من الحالات التي كانت تائهة في دروب الظلام بحسب مفهومهم وفكرهم ، أو غيرها من الوسائل الأخرى،
وكل هذا للمنافسة وشد الانتباه من أجل قضايا ثانوية لاتقدم شئيا ً للمجتمع ولاتصلح حاله بل تجعله ينفر أكثرمن ذي قبل ويرى رجال الدين وكأنهم أشباحاً يلاحقونه أينما ذهب!..
وقد وصل الأمر بالبعض أن قاموا بتصوير الموتى في قبورهم ومتابعة الميت عند غسله أو حين يصاب بمرض فيضعون له مسببات كأن يكون قد مات بسبب دخان أو سماع أغاني أو مقطع بلوتوث أوغيرها من الأسباب ويربطون مرضه أو موته بماكان يمارسه لحظة وفاته ، بدلا من الستر والدعاء له بالرحمة ،
وكل هذا من أجل الموعظة ،حسب زعمهم ؟
وهنالك من القصص التي يروونها ولا يكاد يصدقها السفيه فكيف بالعاقل. كقصة الفتاة التي حانت وفاتها وهي في مدرستها ... فلقنتها أحدى زميلاتها الشهادة فقالت ...لا إله إلا الغناء ؟؟قالوا لأنها كانت تسمع الأغاني ؟
أو كالذي كان يشرب الخمر فمات في الحمام وصوروه وهو على حالته تلك بدلاً من الستر الذي أوصانا به الإسلام،
أو كالتي كانت تحلق حاجبيها فأصيبت بالسرطان .
فقال عنها الشيخ ...جزاء لها ،حلق الله لها كل شعرها بالعلاج الكيماوي.
أو كالذي صوروه في قبره وهو جثة محترقة تخرج الديدان من بدنه فقالوا عنه أنه لم يكن يصلي ,(وماذنب جسده وقد فاضت نفسه إلى ما آلت إليه ؟)
أو كالذي نقل إلى غرفة تغسيل الموتى وهو قابض على علبة الدخان التي لم يستطيعوا أنتزاعها من بين أصابعه فغسلوه ودفنوه معها وليت شعري الم يستطيعوا تقطيعها بالسكين أو بلها بالماء حتى تنكمش ؟
وهلما جرا من هذه القصص التي لا تدلل إلا على ضحالة علم وفكر هولاء القوم الذين يحاولون فرض أفكارهم على الآخرين وأستقطاب الشباب والدعوة إلى مذهبهم إما بالقوة ،كضربهم على الصلاة أو فرض أمر ما مختلف فيه أو عليه عند العلماء..أوعن طريق ترغيب الناس بواسطة المال لكسبهم ... أو الدعوة بأساليب نمطية تقليديه عفا عليها الزمان فلا يفرقون بين عقل اليوم وعقل الأمس ليخاطبوه ،وماذاك إلا لافتقارهم لإساليب تتماشى وعقليات الحاضر ،فهم قوم يعيشون في عصرنا ولكن بعقول الأمس وبأرجوزة الخطاب الجاف ..
متجاهلين بأن الزمان والعصر اختلفا عن الذي مضى وآن للناس أن يخاطبوا بلغة عصرهم ، وأن تكون الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة وبالعقل والتخاطب مع الآخر بصورة يفهمها ويعقلها وليس التخاطب بلغة لايفهم من المقصود بها والتي لاتناسب جيل اليوم ،كتلك الصور المقلدة والمستنسخة ممن كانوا قبلنا من الذين مضوا وكان لهم زمانهم وعلمهم ولنا زماننا وعلمنا ....فهي لغة التشنج والتكفير والتشدد والغلظة والعبوس ...إنهم قد تناسوا أنهم يدعون إلى دين أساسه السماحة والسلام .
لقد نسي هولاء بأن زماننا وعقولنا وشبابنا وبناتنا يختلفون عقلا وعلما عن أولئك الأسلاف ..فهم لم يراعوا هذا في أساليب دعوتهم إلى الله ولم يتلمسوا طرق ووسائل وأساليب سيد البشر التي كان أساسها الحكمة واللين والعقل والتخاطب بعقلية المتلقي وليس التماثل والتطابق والدعوة إلى المماثلة في الإقتداء،
فكم من شاب نراه قد أرخى لحيته وقصر ثوبه وسن مسوكه ووضع على رأسه غترته ُ وردد الفاظاً مقلداً بها من يرى ،أنه يحتذي حذوه ولكن السلوك لم يتغير بل أنه زاد على ماكان عليه تنطعا ً وغلظة وشدة على من هم حوله فيقول مالايؤمن ولايفعل به وهذا هو التدين والالتزام عند البعض منهم وممن ظنوا أن هذا هو الإلتزام،وكأن دينه يأمره بذلك فهو قد أصلح الديكور الخارجي وتجاهل أصلاح المعدن الباطن،
وماهذا إلا لأنه فهم ممن لقنوه أن الدين على مالبسه وأرخاه وأن الدين هو الشدة وأن الدين معادات الأخرين الذين يخالفونه الرأي أو ممن هم مقصرين في أداء فرائض دينهم ، وأن الدين محاربة الدخان والأغاني وكأنها من الكبائر التي تولج صاحبها النار وأن الدين هو التقليد للسلف من دون علم بمن ومايقلد؟ ،
فالدين لديه مظهر وليس جوهر ومظهر...ظاهر وباطن ، فهو بهذا جمع الإسلام بعظمته وسماحته وأختزله بحسب فهمه بقليل من القصص والحكايات عن فلان وعلان وآية من هنا وحديث من هناك فصنع منها صورة مقولبة خاوية من الروحانية والاستشعار والصدق والإخلاص ،
كما حدث لأحد الشباب حين سأل أحد هولاء الشيوخ عن كيفية استشعاره بالإيمان فنصحه بمجالسة العلماء وقراءة القرآن وسماع الأشرطة الدينية وحضور المحاضرات والإبتعاد عن رفقاء السوء ،وكأني بالشيخ يجيب عن كيفية الأستزادة من العلم ؟؟
نعم هو لايحسن سوى نثر القوالب المعلبة التي تعلمها من سلفه ،جسد دون روح ، مماأدى إلى نفور الشباب وكثرة الفساد بين شباب وشابات اليوم لأنهم لايستشعرون بما يقومون به ولابما يسمعونه أو يقرءونه مما ولد فجوة بين التصديق والتطبيق ،ولم يعد بهم ثقة بكثير من الشيوخ وبما يقولونه ، وهم ، أي الشيوخ ، يحسبون أنهم يحسنون صنعا ،وكأن الدين لاعقل له من خلال لاتفكير أبدا ً فيما نسمعه ومما نقف أمامه متسائلين حائرين ،
بل يكفي أن الشيخ يقول وأنت تسمع وتطيع ،وإن تساءلت أو أردت الفهم نهروك وفسقوك وحذروك من الخوض فيما لاتعلم ،فهم قد أحتكروا الدين وجادلوك بقوقعتهم المتكررة ،بأن لكل ٍ تخصصه وكأن الدين لهم وليس للبشر جمعا يتوجب على الجميع معرفته؟؟؟
وزاد على هذا أن فاضت في عصرنا الحاضر الكثير من العلوم والمجالات العلمية والاقتصادية والإجتماعية فكان نصيب الشيوخ منها نصيب الأسد في الفتوى والتحليل والتحريم في أمور ليست من اختصاصهم ،بحسب قاعدتهم هم؟
كتلك المرأة التي اتصلت بشيخ تسأله عن رفع أجهزة الإبقاء لابنها في مستشفى في بلد مسلم والطبيب مسلم وكان الرد من الشيخ الذي أفتى من وجهة نظر معروفة لكل الناس أنه لايجوز رفع الأجهزة عنه لانه لايجوز قتل نفس حية ثم تمتم بمايحفظه من آيات وأحاديث ليدعم به فتواه ؟
،رغم إن السؤال يقول إن المخ بالكامل لدى الطفل منتهي تماما ولايعمل والذي يعمل هو القلب فقط ولست ادري كيف عرف الشيخ أنه لايجوز قتل نفس ميتة عفواً أقصد حية ؟
وكان الأولى أن يفتيها بأن تأتي بمختص في الدين ليسأل عن الحالة من الطبيب المختص وعن قرب وعلى ضوء المعلومات التي سيجمعها يقرر.... فالمسألة ليست سوأل وجواب يعرض فيه عضلاته الحفظية .
ومن هذا الصنف كثير جدا فما أن يسمع أحدهم بمسألة حتى يفتي فيها ثم بعد فترة يتبين أن الواقع يفرض عليهم غير مايرون .. فيوافقونه إما عن طريق ضغوط خارجية أوسلطانية ؟أو تبينهم للحقيقة بعد فوات الفوت ؟وليت شعري متى سأسمع شيخ يقول لاأعلم ؟فكل سؤال له عنده جواب مع علمنا أن السلف يرحمهم الله كانوا في كثير من المسائل يتحرجون في الفتوى.
****
وهكذا ضل شيوخنا الطريق فمضوا في عالمهم المتقوقع في القصور والكراسي وتحت نسمات المكيفات والتنافس على السيارات الفخمة والوظائف المتكاثرة ، والأمة في عالما تتخبط ،والفجوات تزداد توسعا ً؟
وإن نزلوا يوما ً إلى الشارع وخالطوا الناس تراهم يسعون جاهدين بحثاً عن المنكر في كل مكان ليصطادوه وليتخذوا منه وسيلة للدعوة ، حتى أوصلونا الى أن ننفر منهم ومن محاضراتهم ومن خطبهم التنطعية والتي لايصاحبها إلا الغلظة والشدة والوعيد والتهديد والتقليد ، فأغلقوا عقولنا بباب ( لا تسأل إلا بمانجيد الرد عليه)....فأصبحنا أنعام نقاد،وهو مايسعى إليه البعض منهم حتى يسهل قيادة الأمة بهذه الطريقة البهيمية التي جعلت منها أمة تتراجع كلما سار الركب إلى الأمام؟ ،
..خلطوا المباح والمسكوت عنه فجعلوا له فتاوى فأضحت حياتنا لاتسير إلا بحبة فتاوى صباحا وحبة ظهرا وحبة مساء ؟
أغلقوا عنا كل موقع يخالف فكرهم....و قننوا لنا القراءة فاصبح كل شئ حرام إلا ما أباحوه لنا ،
فكان نتاجا ً لهذا تيه وضياع لكثير من الشباب ،
لأنهم لم يجدوا من يكسب ثقتهم ويحاورهم بلغة عصرهم وثقافتهم وبما يفهمون ،فعقل الشيوخ من العصور الوسطى فكيف لها أن تخاطب عقول النت والكمبيوتر....بل وجل تركيزهم ينصب في محاربة الدخان والأغاني والبيلوت والمقاطع المخلة ؟.
إن ماتنشره شيوخ القصة من دعوة ،،هابطة المعنى والهدف ماهي إلا محاولة لجعل الشباب ينظرون إلى الأشياء بعيونهم هم ،معتقدين أن هذا هو السبيل الوحيد لجعل الشباب يعودون إلى الله والعكس هو مايحدث؟
فاقول إننا إذا ضللنا على هذا النحو فاننا وبعد برهة من الزمن سوف نجد أنفسنا في مجتمع جاهل أمي بعلوم عصره بينه وبين عالمه الذي يعيش فيه بون شاسع وكأنه من عالم آخر قد أتى ؟
ولانستبعد أن تصدر الأمم المتحضرة بعد حين من الدهرقرارا ًتقضي فيه بأن يسوروننا بأسلاك شائكة ويكتبون عليها( محمية بشر متخلف )؟
.. لا نقدر على شي إلا بفتوى ! وكأن الحياة كلها أصبحت لاتمشئ إلا بالفتوة رغم أن الأصل هو الحِل.. إلا ماحرمه الله ورسوله ورغم أن كثيراً من الفتاوى التي يطلقها الشيوخ ماتلبث أن تتبخر بحرارة العصر والزمان والمكان كقيادة المرأة للسيارة مثلا والتي كانت قد حرمت من قبل أحد المشايخ يرحمهم الله وأحلها أبنه من صلبه ؟
وكالاستنساخ الذي قوبل بالرفض ثم أحل للضرورات ،وكأطفال الأنابيب وكالستلايت والتلفاز والتصوير والرسم والنت والجوال ابو كاميرا وأفلام الكرتون التي يفتون بتحريمها لأسباب تافهة ،وقبل هذا وذاك يتقولون فيقولون بأن سبب تأخر الأمة الإسلامية عن ركب الحضارة هو ،ابتعادها عن دينها ؟؟وليت شعري أي دين يعنون ؟ أدين الله الذي يدعو الإنسان إلى التمسك بثوابته ثم إعمال العقل في إعمارالدنيا والتفكر والتدبر والتأمل والبحث ،دين الله الذي يشمل كل العلوم المختلفة في هذا الكون وتعلمها والأستفادة منها ، أم دينهم الذي يغلق الأبواب ويصدها في وجه كل العلوم المعاصرة ،دين ماعلموه هم لاغيرهم ، (كل شي حديث هو حرام حتى أجل مسمى ؟؟؟؟؟؟؟
فلاعجب أن نجد شبابا في عصر الثورة الصناعية والاتصالية لايعقل دينه ولادنياه ولايعقل إلا كل شي سلبي من حياته لانه رُغب به من حيث رُهب وقدم له الدين بصورة أو باسلوب خاطي فبداء بتقليد الغرب في كل سيء لديهم ظنا ً منه أن هذا هو التحضر الذي يطمح إليه وأن الجهل والتخلف هو مايدعو إليه الشيوخ ؟
فشيوخنا يحاربون التفكير ولايعولون على العقل بل ويقولون أنه مضل ...أشعلوا نار التكفير فاحرقت نورالتفكير ؟...
يصادرون العقل باسم النقل وما عِلمـُنا إلا أن لولا العقل لماعُرف صحيح النقل ولولاه لما كُلِّف الإنسان؟
فإلى متى هذا الانبطاح والخضوع ،وإلى متى هذا التراجع القهقري رغم أن من يقومون بمثل هذا يدّعون أن المسلمين لم يتراجعوا عن ركب الحضارة إلا بسبب ترك دينهم ونحن نقول نعم ...ولكن لماتقولون مالا تفعلون ؟
،فأنتم تحرمون كل شئ حديث حتى يصبح قديما جدا ،، ثم ماتلبثون بعد مدة تحلونه فيكون قدتقادم عهده وعلمه و تاثر بتحريمه عقل الشارع وعقل الشباب بصورة سلبية مما يجعله يترك مخلفات ورواسب لاتنتهي إلا برحيلهم ،وما العقلية التكفيرية والتي بدأت منذ حرب أفغانستان الى يومنا هذا وهي تتكاثر وغيرها ماهي إلا نتاج التناقض الفتوي والدعوي والانغلاقي والتشددي والتنطعي والفهم الغير صحيح لمفهوم الدين الذي يظنه البعض طقوس وشعارات تستضل تحت قبة المذهب المحدود الفكر والقاصر النظرة الذي يظن أنه مُختصر للإسلام ومختزل له وممثله...
رغم أن دين الله لايمثله إلادينه وليس مذاهبكم ؟
فياايها الشيوخ القصاصون ، أما أن لنا أن نقول رأينا ،وأن نبسط علمنا وأن نجرد فهمنا عن أسلافنا الذين لاننكر فضلهم لكي نستطيع مواصلة الركب مع التمسك بالثوابت الأصلية لنجدد من فكرنا ،ونرتقي بعقولنا، ونواكب عصرنا الغني بالتقدم والحضارة وننطلق إلى أفاق المعرفة ونقول أن كل مافي الأرض من صناعات وابتكارات واكتشافات وآيات بينات ومكونات ومخلوقات وأفكار صاغتها العقول والتأملات هي كلها حِل ..مالم تخالف أمرا ً حرمه الله أو رسوله..وأن الدين أو الإسلام هو أوسع من فكرٍ ضيق ٍ يصوغه مذهب ويسيره بضعة علماء ،
إن الإسلام أكبر من نقاط نعدها أونجعل لها أبوابا ً ونؤلف فيها كتبا ً أو نضع لها قواعد عشر أو أكثر ،اوليس الإسلام هو معرفة الله وبالتالي معرفة خلقه وعلمه وأن كل مافي الكون هو من خصائص الإسلام ومن فروعه؟ ،أم أنه سجادة وصلاة وثوب قصير ومسواك ولحية وقول مقلد محفوظ مستنسخ مكرر نسمعه كل صباح ومساء ،
أوليس الإسلام أشمل وأكبر من هذا النطاق الضيق الذي تحدده قواعد المذهب المحدود الفكر ،أوليس العلم الذي يتعلمه غيرنا ممايفيد البشرية هو مماأتاه الله لعباده (وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )وعلم الإنسان مالم يعلم ) وبالتالي هو من علم الله الذي يجب الإيمان به ؟
إذا لماذا ننكره ونفرده ونجعله بعيدا ً عن خطابنا وعن معرفتنا ،لماذا لا نولجه كنهات أفكارنا ومساحات خطابنا ونشير إليه في أمثلتنا وحججنا التي مللنا تكرار قديمها ،
لماذا لانفرد القليل منه لزاوية الإعجاز العلمي الذي كثير منا يرفضه بحجة تغير العلم وثبات الدين؟لماذا هذا الجفاء والفجوة بين الدين والعلم وكلُ ُ من عند الله ؟لماذا لا نمزج بين العلم المتجدد والموروث ؟
...فياأيها الشيخ الذي لاينفك عن الظهوركل يوم ليحكي لنا قصة ؟
لتعلم أن الدعوة إلى الله تبتدي بك أنت ؟؟
فأنت إذا مادعوت إلى الله وأنت تبحث عن الشهرة والمال ،فوالله لن تجد من يتبعك إلا من كان على شاكلتك ،فليكن الصدق والإخلاص لله هما يداك المبسوطتان للدعوة ،،ولاتبحث عن المنكر في بيوت الناس فما ستروا إلا بستر الله فلا تأتي أنت لتفضحهم ،
و إن صادفت منكرا يوما ً أمام عينيك فكن بصاحبه رفيقا ودله إلى الطريق الصواب، ولا تشهر به أو تسئ إليه ،وأعلم أن ماكان من اللمم فسيعفو الله عنه كما قال الله ، وأجعل جل نظرك على مايصيب الناس ويلقي بهم في الهاوية فأنها هي القاضية ،وكن بشوشا سمحا مبتسما ،ولا تتباكى أو تتقمص الورع أو الحزن ،بل كن على طبيعتك ..بلا تكلف ليُقبل منك ،فإن كل ذلك من المنفرات ،ولاتبحث عن الدخان وتنسى ظلم السلطان وتحرم الأغاني وتنسى الزانية والزاني ، وتحرم البيلوت وهنالك من يقامر بالأسهم فينهب الجيوب ويخرب البيوت ،وتجري وراء المنكر وأنت منه مبتلى مُستر ،وتحرم تطويل الثوب وحلق اللحية وتغض الطرف عن تنافر الجيران وقتال الاخوة .
وأخيرا ً رطب لسانك بالكلمات العذبة الحسنة والفظ منها التنطع في القول والشدة والغلظة والترهيب إلا في مواطنه التي يحتاجها ،
وأقتدي برسولك فيما قصد بقوله وعنى بفعله ولاتكن قالبا ً يتصور ومستنسخا ً يتكرر وحركة في زمن آخر تتبلور ، فرسول الله أتاك بالأصل ومن الأصل تجنى الثمار .
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآلهِ الطيبين الطاهرين.؟؟
كتبها أبو ريان الدبعي((أقراء المــزيد)) ..........