Cool Red Pointer
Glitter -->

شريط الإهداءت

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

( تأملات في عالم البرزخ )

_____

تأملات أبوريان في بداية خلق الإنسان
{عالم البرزخ}
البرزخ لغة "هو : الحاجز بين الشيئين ، و المانع من اختلاطهما و امتزاجهما .
و لقد جاء ذكر البرزخ في القرآن الكريم في مواضع ثلاث ،وهي :. قال الله تعالى ﴿ مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ يَلْتَقِيَانِ * بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لَّا يَبْغِيَانِ ] .. و قال تعالى أيضاً : ﴿ وَهُوَ الَّذِي مَرَجَ الْبَحْرَيْنِ هَذَا عَذْبٌ فُرَاتٌ وَهَذَا مِلْحٌ أُجَاجٌ وَجَعَلَ بَيْنَهُمَا بَرْزَخًا وَحِجْرًا مَّحْجُورًا
 
و قال عَزَّ و جَلَّ أيضاً : ﴿ لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ
ثم إن القرآن الكريم استعمل هذه اللفظة لبيان أن هناك عالَماً آخراً يفصل بين الدنيا و الآخرة يمرُّ به الإنسان ، إذ قال : " و من و رائهم برزخ إلى يوم يبعثون )والبرزخ هو كل حاجز يفصل  بين أثنين .
والأن دعونا نفسر معنى القبر؟
فللقبر تعريفين :
أولا : القبر الطبيعي : وهو القبر الذي يشق في الأرض و يدفن فيه الإنسان. وهذا القبر قد يوضع فيه البعض كدفن جثته ولايوضع فيه البعض الأخر كمن يموت  في العراء مثلا فتأكله الطير أو يغرق في بحر أو كما يحدث في عصرنا الحاضر من تفجيرات تمزق جسد البعض فلا تدفن أعضائه ،
ثانيا : القبر البرزخي: والمقصود منه عالم البرزخ، الذي يرحل إليه الإنسان منذ الثانية الأولى بعد موته، وهو القبر الذي أشار إليه  النبي صلى الله عليه وسلم ) بقوله، ( القبر إما حفرة من حفر جهنم أو روضة من رياض الجنة).أي هو في عالمه الذي يرى من خلاله موقعه الداخل فيه يوم القيامة ،فإما سعيد في الجنة، وإما شقي من أهل النار ،فالشقي يتمنى أن لاتقوم الساعة والسعيد يتمناها لينعم في أفنانها ،
والحاصل أن ما ورد في هذا الحديث وما تذكره الروايات الأخرى من نعيم أو عذاب كضغطة القبر و ضيقه وظلمته، ليس المقصود به القبر المادي الذي يكون في  تلك الحفرة من التراب للجسد الفاني المتحلل  الذي لايكون له أي دور أو نشاط  في حياة البرزخ ،
،فكل مايحدث من حالات التعذيب والعقاب هو للنفس التي  مسكنها القبر البرزخي، أي في عالم البرزخ الواقع بين دنيانا وأخرانا ....
وهو العالم الذي  لا يعرفه إلا من صار وآل إليه  ، ولكن وقبل أن أبداء التأمل وكشف الستار عن ذلك العالم الذي نحاول أن نقربه إلى أذهاننا بشواهد القرآن الكريم وبدلائل السنة ثم بما أفاض الله علينا من خيال في عقولنا لنرسم بعضاً من ملامحه ...
دعوني أولا ً أضرب لكم مثالاً  في عدم رؤيتنا لهذا العالم الذي لا يقع تحت قوانين أبصارنا ولاعقولنا أو حواسنا فهوالعالم  الواقع تحديدا ً (بين نهاية الحياة الدنيوية وبين بداية الأبدية)
حياة الدنيا ____برزخ_____ الآبدية
من ما يسر الله لنا في عصرنا الحاضر من أختراعات، حيث أستطاع الإنسان أن يصنع نوعا ً من الزجاج ذي الوجهين ،وجه يُنظر من خلاله إلى خارج المكان ، والآخر لايرى منه من في داخل المكان.
وبهذا المثل البسيط نكون قد قربنا الصورة إلى أدنى حد لعالم البرزخ الذي نذهب إليه ونسافر نحوه بواسطة سفينة النفس البرزخية في كل ليلة أثناء نومنا ؟قال تعالى ((الله يتوفى الانفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الاخرى الى اجل مسمى ان في ذلك لايات لقوم يتفكرون )))لاحظوا العبارة التي ختمت بها الآية ،قال :لقوم يتفكرون ،يعني من منكم سيتفكر ليتعرف على هذا العالم عن طريق العقل ؟
فعالم البرزخ لايرى بعين الجسد بل بواسطة البصر الذي يناله الإنسان لحظة دنوه من الآخرة قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعيد(17)مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18)وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ(19)وَنُفِخَ فِي الصُّورِ ذَلِكَ يَوْمُ الْوَعِيدِ(20) وَجَاءتْ كُلُّ نَفْسٍ مَعَهَا سَائِقٌ وَشَهِيدٌ(21)لَقَدْ كُنْتَ فِي غَفْلَةٍ مِنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) فالنفس حين تغادر الجسد ليلا ً تلتقي بمن تعرف ومن لاتعرف في عالم البرزخ ومن ذلك مشاهدتها لبعض الموتى الذين توفاهم الله والذين يطلبون منها أحيانا ً قضاء بعض الحوائج لهم كإيصال رسالة لأحد أقاربهم أو لإبراز أمانة أو تسديد دين ،وهذا أمر يراه ُ الجميع ، وقد قيل أن رؤية الميت وكلامه حق ،فهو قد أضحى في عالم لاكذب ولازيف فيه ،
و لنطرح على أنفسنا سؤالا ً وهو : هل يرى الموتى الأحياء من خلال عالمهم البرزخي الذي لانراه نحن ؟؟
نقول وبالله التوفيق لاتوجد دلائل أوقرائن أو شواهد لإثبات ذلك وإنما من حيث الممكن نقول نعم  ممكن ، لأن لا مانع من كون هذا ممكنا ، فهم قد رأوا هذا العالم الدنيوي وعاشوا فيه حقبة من الزمن فلا مانع من رؤيته مرة أخرى مثلما يرون مواقعهم في الآخرة ولكن بغير أجساد...
وسكان عالم البرزخ كلهم أحياء ولكن بعضهم عند ربهم وبعضهم في تيه البرزخ وعذابه ؟
أنظروا ماذا قال الله تعالى عن الشهداء (وَلاَ تَقُولُواْ لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبيلِ اللّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاء وَلَكِن لاَّ تَشْعُرُونَ})
وقال عنهم  ايضاً(فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُواْ بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ) وأما عن الكافرين لاسيما آل فرعون فيقول: { النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ }، فالآية تحكي عن أن آل فرعون يعرضون على النار صباحا ومساءً قبل يوم القيامة في عالم البرزخ ، وأما بعدها فيدخلون النار، قال  تعالى ("ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب".)
ومن الأحاديث ايضاً :حديث البراء بن عازب عن النبي(ص) قال : ( يقال للكافر : من ربك .؟ فيقول لا أدري , فهو تلك الساعة أصم أعمى أبكم , فيضرب بمزبة لو ضرب بها جبل صار ترابا , فيسمعها كل شيء غير الثقلين)) قال وقرأ رسول الله (ص) الآية (( يثبت الله الذين أمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ويضل الله الظالمين ويفعل الله ما يشاء)وقال أيضا :
خرج أبو داود , من حديث المنهال بن عمرو, عن زاذان, عن البراء بن عازب عن النبي (ص)قال: (( أنه ليسمع خفق نعالهم إذا ولوا مدبرين حين يقال له من ربك . . ؟ وما دينك ومن نبيك..؟ )).
وفي رواية له قال ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك .؟ فيقول : ربي الله فيقولان ما دينك . ؟ فيقول: ديني الإسلام , فيقولان ما هذا الرجل الذي بعث فيكم .؟ فيقول هو رسول الله (ص) فيقولان وما يدريك فيقول قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت )
قال فينادي مناد من السماء : ان صدق عبدي فافرشوه من الجنة وأفتحوا له بابا إلى الجنة وألبسوه من الجنة , قال فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره )).
قال: وذكر الكافر قال (( وتعاد له روحه إللى جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه فيقولان له : من ربك فيقول هاه هاه لا أدري , فيقولان له ما دينك .؟ فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء : ان كذب عبدي فأفرشوه من النار وأفتحوا له بابا إلى النار , قال : فيأتيه من حرها وسمومها .قال: (( ويضيق عليه قبره حتى تختلف أضلاعه).
ولعلنا نطرح سؤالا ً آخر جرئيا ً بعض الشئ لنقيس به قدراتنا على الإجابة بنفس الجراءة :::!
وهو كالتالي :هل النفس تموت ؟؟؟لاتتعجبوا من الجواب ،
لا ....لاتموت ...؟؟بل تذوق الموت وذلك مرة واحدة في كينونتها وصيرورتها ووجودها الأبدي،قال تعالى (لا يذوقون فيها الموت إلاّ الموتة الأولى) ؟؟وهذا التذوق هو من ينقلها إلى عالم البرزخ عن طريق تجريدها من الجسد المادي الفاني الذي  عاشت فيه زمنا ليتركها إلى حيث أتى وتتركه هي إلى حيث أتت؟ لتعود إلى بارئها ،(ياأيتها النفس المطمئنة أرجعي إلى ربك راضية مرضية )فهي لاتستطيع الولوج إلى عالم البرزخ إلا إذا فارقت جسد المادة ويسمى هذا قرآنيا ولغويا ً ،وفاة .
والحياة البرزخية تبدأ منذ لحظة الولادة الأخروية فالنفس تنتقل من عالمنا المادي الدنيوي إلى رحم الآخرة البرزخي لتولد في عالم الأبدية نارية معذبة ،،أو منعمة مخلدة .
قال إبن القيم رحمه الله ، أن الأرواح قسمان : أرواح معذبة وأرواح منعمة...
أما المعذبة فهي في شغل بما هي فيه من العذاب عن التزاور والتلاقي....
أما المنعمة المرسلة غير المحبوسة فتتلاقى وتتزاور...وأيضا تتذاكر ما كان منها في الدنيا
)انتهى كلامه يرحمه الله .
ومن رؤية دينية  او فلسفية, فان الموت ظاهرة يفسرها كل حسب فلسفته ومعتقده, لأنه لا يوجد له مدخل أو تعريف علمي تجريبى لكي يكون تحت متناول البحث..
ولكن ومن منظور قرآنى رباني ، الموت ليس عكس الحياة ؟ولاتتعجبوا !
وايضاً ليس تابعا للحياة أصلا ً، وانما هو سابق لها فى الوجود،قال تعالى : الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ )قدم الموت على الحياة وكأنه يقول أن الأصل في غير ذاته سبحانه وتعالى .. هو الموت ثم بعد الموت خلق الحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا ؟؟ أي أوجدكم في عالم آخر أسمه الحياة الدنيوية...المادة ،ليختبركم .
فالموت وجد بصورة مستقلة قبل ان توجد الحياة فخرجت من رحمه الحياة وما زالت ولكنها ستزول..يخرج الحي من الميت ويخرج الميت من الحي ويحيي الأرض بعد موتها وكذلك تخرجون.
 فنعود اليه سبحانه وتعالى بعد نهاية الحياة... كحالة تذوق ثم نغوص في الأبدية، وأقول الأبدية، والعودة إلى الله وليس إلى حياة بمفهومنا الدنيوي ،تامل ماذا قال الله :
كَيْفَ تَكْفُرُونَ بِاللَّهِ وَكُنْتُمْ أَمْوَاتًا فَأَحْيَاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (
ثم يحييكم هي الحياة البرزخية وأما الآخرة فقد أشار إليها  بالعودة والرجعة إليه سبحانه وتعالى  وماتلكم إلا الأبدية والخلود،الزمن اللامتناهي ،...
(خالدين فيها أبدا )ولم يقل أحياء فيها أبدا ؟لأن الأبدية ليست حياة بالمفهوم المقابل للحياة الدنيوية ، كما أننا لانعرف مهيتها وصورها إذ لايعرفها إلا الله .
ولعلي أختم هنا بتلك الحالة التذوقية المرة التي يعيشها المحتضر المنتقل إلى عالم البرزخ والذي يرى الملائكة في لحظة تذوقه الموت .. وهم يحضرون ليستلوا منه نفسه وبالرغم من وجودنا معه وقربنا منه إلا أننا لانبصرهم وهم يؤدون ماأمروا به (قال تعالى :(( فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ ) أَيِ : النفس ( الْحُلْقُومَ ) وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ ( وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ ) أَيْ : بِمَلَائِكَتِنَا ( وَلَكِنْ لا تُبْصِرُونَ )
لاحظوا عبارتي تنظرون ،ولاتبصرون ،فالنظر ليس كالإبصار ،
فبصرك اليوم حديد وليس نظرك !!
خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة ،
فماأعظمك يامن أنزلت القرآن لنتدبر ورتبت آياتك كي نتفكر سبحانك ربي ماأعظمك ،لا إله إلا أنت وحدك لاشريك لك .
ورب سائل يسأل ،إذا كان الجسد الفاني بحسب زعمك لاتعود إليه النفس فما نوع الجسد الذي يعذب به الإنسان يوم القيامة في جهنم ؟؟نقول له هذا هو :
(كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلودا غيرها ليذوقوا العذاب)
أنها الجلود التي أتت بفضل النشاءة الأخرى (((لقد علمتم النشاءة الاولى)
النشاءة الأخرى وليس الأولى ،تدبروا وتأملوا ،
وهي من الغيبيات التي لايعلمها إلا الله سبحانه وتعالى ولكن وبقياس إلى النشأءة الأولى التي ينتهي دورها بمغادرة النفس إلى عالم البرزخ ومن ثم عالم الآخرة وتحلل الجسد الدنيوي إلى ذرات كما كان ،
نستطيع أن نقول أن جسد الدنيا غير قادرعلى تحمل العذاب الشديد ،والذي لايعلم درجة حرارته إلا الله .
 ولعل الكثير من الناس يظن أن مايُرى من حالات تعتري الجسد الدنيوي حال خروج النفس أو في قبره أنها عذاب له  وهذا من المفاهيم الخاطئة ،لأن النفس التي يستشعر بها الجسم قد فارقته إلى عالمها البرزخي وهو بالتالي  قد تحول من جسم فيه نفس وحياة وشعور وإحساس إلى جسد خاو ٍخال ٍ من الحياة ومن النفس؟

أما مهية الجسم الأخروي إليكم هذا الحديث الذي سيصفه :
) حدثنا العباس بن محمد الدوري، أخبرنا عبيد الله بن موسى، أخبرنا شيبان عن الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
- "ان غلظ
جلد الكافر اثنان وأربعين ذراعا، وان ضرسه مثل أحد، وان مجلسه من جهنم ما بين مكة والمدينة". هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث الأعمش.)
هذه هي الأجسام والجلود التي سوف يبعث عليها الكافر ويدخل بها جهنم وليس الجسم الهزيل الذي لايقاس بشئ إلى ماذكره النبي صلى الله عليه وسلم ،وماالجسم الأول إلا صورة للنفس في رحلتها المادية في الدنيا  .
قال تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدم) والصورة لاتكون إلا من مكونات العالم الذي تعيشه النفس ،
فصورتها قبل الميلاد تختلف عنها بعد أن لبست جسدا ً ترابيا ً وعنها في البرزخ ثم الأبدية .

وقفة مع صورة النفس :
 ،بالطبع لاأحد منا يرى  النفس بعينها لكننا نستطيع أن  نرى صورتها المادية تتمثل  أمامنا  في الجسم الترابي الذي يتشكل بحسب نوعيتها التي تسكنه ..فلو أنك شخصت نظرك  إلى  وجوه البشر المختلفة  لأستطعت  أن تتعرف من أي نوع هي نفسه وذلك من خلال تقاسيم وجهه؟
فهي إما بشوشة أو حزينة أو مكتئبة  أوعابسة  ... شريرة أو طيبة  ...إلخ ...وماكل هذا إلا لأن  صورتها تنعكس في مرآة الجسم الطيني الخارجي المادي المتشكل بحسب نوعيتها .
 ونخلص إلى القول بأن الجسم الدنيوي ماهو إلا صورة للنفس في دنياها فقط وأما أخرتها فلها صورة أخرى مختلفة تتشكل فيها بحسب العالم الذي تكون فيه وبحسب مكوناته .
والله أعلم ،
جعلنا الله وإياكم من سكان جنة الخلد وفي فردوسها الأعلى ومن الناجين من عذاب القبر وعذاب النار ،أمين, .
كيف يموت الإنسان ؟؟
من خلال تقرير الطبيب المختص وليس تقريري أنا)
 يموت الإنسان إذا
توقف القلب
توقف التنفس
تجمد إنسان العين في حالة أتساع دائم.
ولعل الحالتين الأولى والثانية  معروفتان  للجميع ويتبقي أن نفسر الثالثة وهي ،إنسان العين )
إنسان العين حين يقع عليه الضوء أو الظلام هو دائم الانكماش والأتساع ولكن حين يموت صاحبه تتعطل تلك الحواس المستقبلة  للضوء والتي يتفاعل معها إنسان العين فتراه في حالة إتساع مضطرد وكأنه يبحث عن شي فقده ؟
 وهو مايمكن تفسيره أنه قد رأى أمرا ً أخراً من أمور الأخرة لم يكن يره من قبل حيث أنه و في دنياه كان يرى من خلال إنعكاس الضوء( فبه يرى ومنه يرى)؟
 ولكن الإبصار هنا  ليس بحواسه الدنيوية بل ببصره الحديد الجديد .
من رأى به و يرى مالايراه ُ الناظرون من حوله؟
وختاماً نقول أن النفس حين تنسل وتنشط من جسم الإنسان بواسطة الناشطات والنازعات من الملائكة هي عملية ليست بالسهلة ونستطيع تشبيهها  بسلخ الجلد ولكن سلخه من الداخل ... ولها حين خروجها حشرجة وسكرات تتغشى صاحبها ،وبعد أن  تخرج وتفارق الجسد يكون قد حملت معها عملها الذي عملته في دنياها فينشر لها يوم القيامة أمام عينيها  لتراه ماثلا ً حياً تسرد أحداثه كشريط مرئي، فلايغادر صغيرة ولاكبيرة إلا أحصاها وهناك تتندم حين لاينفع الندم ،ربنا أرجعنا نعمل صالحا ً لكن هذه رحلة الذهاب التي  لا عودة منها فقد كان لكم  مُتسعُ ُ ولكن لم تحييوهـُ بما يجعل وجوهكم بيضاء يوم تسود وجوه وتبيض وجوه ،
اللهم أجعلنا ممن تبيض وجوههم يوم لقائك .أمين .
والله وحده أعلم .
وأخر دعوانا أن الحمدلله رب العالمين .
(يتبع )
الفقرة القادمة
تأملات أبوريان في رؤية جديدة في المسيح
مع أعطر التحايا
أبوريان الدبعي
















..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

*******************************************************************