Cool Red Pointer
Glitter -->

شريط الإهداءت

الجمعة، 29 أكتوبر 2010

( تأملات أبوريان في مفهوم الملائكة والسجود)

_____
(في أصل التأملات السابقة تحدثنا عن أن آدم بأنه لم يكن فردا ً بل مجموعة
وأنه لم يخلق على هئية تمثال كما قيل في التفسيرات
وأن الجنس البشري أو الآدمي لم يأتي من زواج الأخوة
وأن آدم حين نفخ فيه الروح كان حيا ً مثله مثل بقية الكائنات الحية لكنه لم تكن مداركة فعالة متفاعلة فجاءت النفخة التي غيرت مسار حياته ليصبح إنسانا ً عاقلا ً مدركا ً وذلك بواسطة الإنشاء للسمع والبصر والفؤاد ولمايسمى بإحياء التواصل والربط مع عوالم العقول (الملائكة )التي يستمد منها مايريد من المعرفة ليصبح عارفاً ،والآن سنقوم بتعريف الملائكة وسجودهم لآدم :
تأملات أبو ريان في بداية خلق الإنسان
(سجود الملائكة)
قال تعالى:
(وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ))
وقد قالوا في تفسيرها
أنه سجود تحية بالانحناء "فسجدوا إلا إبليس" هو أبو الجن كان بين الملائكة "أبى" امتنع من السجود "واستكبر" تكبر عنه وقال : أنا خير منه "وكان من الكافرين" في علم الله.
ونحن لنا وقفة تحليلية سريعة على تفسيرهم  هذا فنقول كيف يكون إبليس أبو الجن والجن خلقوا من قبل آدم ، أولا يتعارض هذا مع ماجاء في التفسيرالآخر الذي يقول أن الجن خلقوا قبل البشر بدليل سؤال الملائكة لله عن جعل آدم خليفة في الأرض فقالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ...إلى آخر الآيات، والذي قيل عنها أن الجن كانت تتقاتل وتسفك الدماء قبل خلق أدم فكيف نقبل قولين متناقضين؟ ثم أنه سجود تكليف وليس سجود تشريف؟
وتأملوا معي هذه الآية الصريحة الواضحة والتي تثبت أن خلق الجن كان قبل آدم ..قال تعالى: (والجان خلقناه من قبل من نار السموم‏}.)،فكيف يكون أبو  الجن والله يقول ،كان من الجن ففسق عن أمر ربه ، وهي إشارة وإلماح إلى أنه ليس كل الجن فاسقين وأن إبليس ليس بابيهم بل هو منهم ؟
 إلا إذا ما سلمنا نظريا ً أنه أبو الجن لكنه ضلّ حيا ً ولم يمت منذ خـُلق وترقى في عبادته لله حتى وصل إلى ،رتبة الملائكة فأسكنه الله جنته التي سكنها آدم من بعده  فلعنت ذريته التي جاءت من صلبه تابعة له بعد طرده فقط وأما باقي أبنائه الذين خلقوا قبل عصيانه  فمنهم من اتبعه فكفر ومنهم من آمن واهتدى ! وعلى هذا يكون القول بأنه أبوالجن مقبولاً ومنطقيا ً .
ولعل سائل يسأل: ماعلاقة إبليس بالسجود المامور به الملائكة
 و إبليس ليس من الملائكة ؟؟
أترككم للتأمل والتحليل ، حتى أعود؟،
الثانية
وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ لَمْ يَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ))
وقد قالوا في تفسيرها:::ولقد خلقناكم" أي آباءكم آدم "ثم صورناكم" أي صورناه وأنتم في ظهره "ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم" سجود تحية بالانحناء "فسجدوا إلا إبليس" أبا الجن كان بين الملائكة.أنتهى تفسيرهم .
ونفس السؤال يكرر نفسه ،ماعلاقة إبليس بالسجود وهو لم يؤمرصراحة ؟؟
الثالثة
فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ ‏ ))
وقالوا في تفسيرها::
"فإذا سويته" أتممته "ونفخت" أجريت "فيه من روحي" فصار حيا وإضافة الروح إليه تشريف لآدم "فقعوا له ساجدين" سجود تحية بالانحناء. انتهى تفسيرهم.
ونحن نقول : إذا سلمنا بأن  الروح كانت تشريفا فان الملائكة أرواحا والجن فيهم روح الحياة وكذلك الحيوانات إذا فالروح نطاقها هنا عام وليس خاص لآدم .. لذا نقول أن الروح لها معنا ً أخر وكذلك أعمق مما نفسره بشكل نمطي تقليدي .
ولعلي أسألكم  سؤالا ً فاحصا ً ممحصا ً ،يقول :
 لماذا أ ُمرَ الملائكة  بالسجود بعد النفخ مباشرة ؟؟.
تدبروا تفكروا حتى أعود إليكم .
الرابعة:
 وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ قَالَ أَأَسْجُدُ لِمَنْ خَلَقْتَ طِينًا ‏ ‏ )) قال إبليس أأسجد لمن خلقت طينا ؟؟
هذه تحتاج إلى وقفة تأملية متعمقة ؟؟
وقدقالوا في تفسيرها:
"و" اذكر "اسجدوا لآدم" سجود تحية بالانحناء "طينا" نصب بنزع الخافض أي من طين.
الخامسة
وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا ‏ )))
وقالوا في تفسيرها‏ :
"وإذ" منصوب باذكر "قلنا للملائكة اسجدوا لآدم" سجود انحناء لا وضع جبهة تحية له "فسجدوا إلا إبليس كان من الجن" قيل هم نوع من الملائكة فالاستثناء متصل وقيل هو منقطع وإبليس هو أبو الجن فله ذرية ذكرت معه بعد والملائكة لا ذرية لهم "ففسق عن أمر ربه" أي خرج عن طاعته بترك السجود "أفتتخذونه وذريته" الخطاب لآدم وذريته والهاء في الموضعين لإبليس "أولياء من دوني" تطيعونهم "وهم لكم عدو" أي أعداء حال "بئس للظالمين بدلا" إبليس وذريته في إطاعتهم بدل إطاعة الله.   ؟انتهى تفسيرهم.
________________________________

ونحن لا نرى في هذه التفاسير إلا نوعاً من الاجتهاد بحسب العلم والمعلوم والزمان والمكان وكذلك التأثيرات والمؤثرات المحيطة والمنقولات... والسير حسب منهجية المذهب والنظرة القاصرة على العبارات فقط وليس على مابنيت عليه العبارات ؟؟
 وكل ذلك في محاولة  مضنية لتفسير الآيات والمفردات التي أتت بمسميات ومقاصد ومعاني أعمق واكبر من المرور عليها مرور الكرام وتفسيرها بصورة  لاتستند إلى دليل من الكتاب ولا من السنة ولا إلى العقل  أو المنطق ولا إلى الحال أو الواقع ،
فكلها تحاول أن تفسر كل عبارة بمنأى عن السياقات وعن النظر في كل العبارات بنظرة فاحصة ممحصة وعن الحكمة من فعل هذا الأمر أو ذاك ؟
مما يجعلها غير مقبولة عقلا ،
إذ كيف يستقيم الفهم بأن يكون إبليس مأمور بالسجود وهو ليس من الملائكة وله ذرية وليس للملائكة ذرية وهو أبو الجن والجن خلقوا من قبل آدم كما يقولون؟؟
وجميعنا يعلم  بأن ذرية الشيطان إلى يوم القيامة هم كفار ومتمردون وأما باقي الجن فمنهم كافر ومنهم مسلم ؟؟؟
ثم إن كثير من آيات القرآن خصوصاً تلك التي تتكرر في بعض السور وبصيغ مختلفة تتطلب  منا وضع قاعدة لها أو نظرية أو  روية كاملة مبنية على الفكرة الواردة فيها وسبب بنائها وورودها ثم إطلاق العقل للبحث عما تعنيه مع الإستدلال بها لتصبح موضوعا ً مترابطا ً ومتكاملاً  لا مجرد عبارات متناثرة هنا وهناك تفسر بحسب وجودها وموقعها فقط ....
فمثلا ً إختيار مشهد أو حدث ما من قصة نبي من الأنبياء أو قوم من الأقوام يتكرر ورودهـ  في كثير من السور وبصيغ مختلفة ، هنا لابد لنا أن نعرف أولاً  أن الله يريد منا أن نفهم شئياً ما يريد إيصاله إلينا بصور متعددة ومن جوانب مختلفة وبعد أو قبل سياقات وأحداث متنوعة وهذا يعني أنه موضوع متكامل يحتاج إلى فهمه ووضع النظرية المناسبة له مستمدين شواهدها وأدلتها من هذه الآيات المتكررة مع ربطها بما جاء قبلها أو بعدها لنصل إلى مراد الله .
 فهل منكم من يجيب على كل هذه التساؤلات ويضعها موضع البحث؟
هل منكم من فكر في الحكمة من تكرار آيات السجود من قبل الملائكة لآدم وعصيان إبليس ؟
 هل فكر أحدكم في نوعية السجود وإلى ماذا  يرمز ولماذا جاء بعد النفخ مباشرة ولم يتأخر قليلاً ؟
 ثم أنه سجود وقتي لبضع ثواني وينتهي فلماذا كل هذه الآيات التي تصف ذلك الحدث الذي لايكاد يُذكر في ذاكرة الزمن ؟
هل فكر أحدكم لماذا الإيمان بالملائكة يُعد ُ ركناً من أركان الإيمان رغم أنهم سجدوا لآدم الذي وبسجودهم أعتلى مكانة عالية بين مخلوقات الله ؟
هل فكر أحدكم بما خلفه  عدم سجود إبليس لآدم من آثار ؟
إذا لابد من أن الأمر أكبر من مسألة سجود وقتي لآدم وكفى ؟؟؟
وإذا كنا سنقبل بهذه التفاسير ونحن في هذا العصر الذي فاضت منه أنواعاً من العلوم المختلفة والتي كثير منها يفسر آيات الله الكونية والغيبية النسبية المشار إلى بعضها في القرآن فأننا سنضل نتقوقع  في دائرة التخبط المنقول جيلا ً بعد جيل حتى يصبح تفسير بعض آيات  القرآن نوعاً من أنواع الترقيع والتلفيق وتبرير واقع ليس إلا ... ليصبح لامعنى له ولا قبول ولايؤدي الواجب المناط به ، كما أن الكثير منه يجانب الصواب ولايرقى إلى مقاصد الآيات،
 ومن المسلمين وهم كُـثر ، من يرى في تفسيرات الأولين إجمالا ً أنها من المسلمات التي لايجوز الخوض فيها أو مراجعتها أو نقدها أو تمحيصها وكأنها قرآن منزل مما جعلنا نعيش في عصر الحضارة وازدهار العلوم المتنوعة والمختلفة وفي عصر غزو الفضاء والكواكب الأخرى بعقلية الماضي مما سبب لنا تراجعا ً فكريا ً وعقليا ً وعلمياً أدى بنا إلى أن نكون  قابعين غير متابعين ولا مواكبين ...وهذا لعمري هو المشكل الأكبر أمام محاولات جدية جديدة لفهم آيات الله بحسب تطور العلم والفكر واتساع مجال العقل ... فلو أننا  فهمناها الفهم الصحيح  لأتاح لنا ذلك  معرفة الكثير مما يحيط بنا بل ولخلق لنا أفقاً واسعاً لعلوم واكتشافات جديدة في كل أنحاء الكون!.
والآن دعوني أكمل ملامح هذه الصورة بإطار جميل أتى في آية كريمة يقول فيها عز وجل :
وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ)))
في هذه الآية يخاطب الله ملائكته بأنه سوف يجعل في الأرض خليفة ، فتعجبوا من ذلك أشد العجب ...إذ كيف يكون الخليفة من قوم أفسدوا وسفكوا الدماء وهم بشر ماقبل النفخة الغير عاقل ... والذين يعرفهم الملائكة بفسادهم .
فرد عليهم الله وأخبرهم أنه يعلم مالا يعلمون فهو سوف يمنحه ،العقل الذي يجعله يتوازن مع بيئيته ومع نفسه ويدرك مهيته
 وكل ما يحيط به ليصبح  فاعلا ً في الأرض بانيا ً لها ، وقد لاحظنا أن تعجب الملائكة لم يكن على السجود والطاعة والخضوع  بل على الخلافة ،،،،إذ كيف يكون الخليفة من المفسدين وممن يسفكون الدماء المخلوقات الغير عاقلة ؟
ثم أتبعوا تعجبهم بقولهم  ،ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك ؟
فماعلاقة هذا بالخلافة ..إلا إذا كانوا هم معنيين بماسوف يترتب عليه أمر الخلافة ؟؟
؟:قال تعالى () قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم فلما أنبأهم بأسمائهم قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون ) قال الحسن وقتادة : يعني قولهم أتجعل فيها من يفسد فيها ( وما كنتم تكتمون ) قولكم لن يخلق الله خلقا أكرم عليه منا قال ابن عباس رضي الله عنهما هو أن إبليس مر على جسد آدم وهو ملقى بين مكة والطائف لا روح فيه فقال لأمر ما خلق هذا ثم دخل في فيه وخرج من دبره وقال إنه خلق لا يتماسك لأنه أجوف ثم قال للملائكة الذين معه أرأيتم إن فضل هذا عليكم وأمرتم بطاعته ماذا تصنعون قالوا نطيع أمر ربنا فقال إبليس في نفسه والله لئن سلطت عليه لأهلكنه ولئن سلط علي لأعصينه فقال الله تعالى : ( وأعلم ما تبدون ) يعني ما تبديه الملائكة من الطاعة ( وما كنتم تكتمون ) يعني إبليس من المعصية)انتهى تفسيرهم ،
لقد لاحظتم أن هذا التفسير أبعد مايكون عن المقبول منه إلى مراد الله ؟
إذ كيف يصنع الله آدم على هئية تمثال ثم يتركه لإبليس كي يعبث به ؟
كما  أن الهيكل أو التمثال لايكون خلقا ً كاملا ً يملك العناصر الفاعلة التي تجعله مخلوقا ً حيا ً مدركا ً لنفسه ولغيره  له قلب وأجهزة عصبية وتناسيلية وهضمية وتنفسية وبصرية وسمعية وتعقل ومخ ودماء وشرايين وأنسجة وخلايا  ووووووالخ؟؟  وجميعنا يعلم بأن الله نور ــ والروح منه ــ وهو قال :من روحي ــ فحين ينفخ فيه فأنه قد  نفخ من نوره ؟والنور في الإنسان هو العلم والمعرفة والإدراك والإحاطة ، أَوَ مَن كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَن مَّثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِّنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ... ؟،
لنكمل التأملات .
ورب  قائل يقول إن هذا كله جاء بفضل النفخة والتي كما قيل عنها في التفاسير  أنها أحييت آدم وجعلته مخلوقا ً متحركاً ،ونحن نرد على هذا بقولنا ، ولكنها لم تخلق له هذه الأشياء ؟...مع أن هذا القول يؤكد على أنه نفخ فيه الروح الإحيائية فقط وليس الأجهزة الداخلية وغيرها؟ أوليس هذا تناقض؟
ثم إن الله قد قال (والله أنبتكم من الأرض نباتا )ولم يقل صنعكم على هيئة هياكل وتماثيل ؟وقال أيضا ً (منها خلقناكم وفيها نعيدكم ومنها نخرجكم تارة أخري) وعبارة منها تفيد الإخراج من باطن الشيء ومن داخله وليس من فوقه وسطحه كماقيل في خلق آدم أنه أخذت تربته من الأرض ومزج بالماء ..و...الخ .
فتأملوا وتدبروا ،
أما نحن فنرى ونقول فيما نرى ومن الله التوفيق :بأن الله سبحانه وتعالى حين خلق البشر وجعله حينا ً من الدهر لا يكاد يذكر مثله مثل أي مخلوق آخر سرى عليه قانون الكون وسننه المحكمة يفتقر إلى العقل وإلى الإدراك حتى وصل  مرحلة من مراحل ماقبل النفخة، ومنها أنتقل وتطور إلى مخلوق مختلف تماما ً عما كان عليه فأصبح أكبرحجما ً وذو عقل ،وسوي القامة مُكلفا ً وخليفة على نوعه وأرضه ...
قال تعالى : (هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُن شَيْئًا مَّذْكُورًا)
وقد حكي عن سيبويه أن ((هل)) بمعنى قد. قال الفراء: هل تكون جحدا، وتكون خبراً، فهذا من الخبر، لأنك تقول: هل اعطيتك ؟ تقرره بأنك أعطيته. والجحد ان تقول: هل يقدر احد على مثل هذا؟ وقيل:بمعنى أنه قد أتى حين من الدهر لم يكن شئيا ً مذكورا ؟
فكُـرم بالنفخة التي نقلته ُ إلى إنسان عاقل ،آدم المطور، وأمر ملائكته بالخضوع له فور الانتهاء من النفخ ففعل الملائكة وهم رسل ربهم على الأرض ،القوى المُعِـينة له في بنائها ؟
والتي تقع تحت دائرة عقله وتفكيره ومحيط خياله ، فما أن تمت عملية النفخ في آدم بدأت أدوات إدراكه بالعمل وبداء يعقل مايرى  ويسمع ويتعرف على كل مايحيط به فيقوم بتصنيفه وتحديده وتحليله والإحاطة به والإتصال بالأسماء ؟، وكل هذا بفضل الرسل الموكلة بهذا الأمر  وبماسخره الله  له من كل شئ على أرضه وبمايحيط بها  , كالهواء يستعمله كيف يشاء ويستفيد منه في أشياء كثيرة والما ورائيات من مخلوقات لايعلمها إلا الله والتي نستخدم اليوم بعضا من قوانينها في وسائل الاتصالات المختلفة والطيران وغيرها من أنواع المخلوقات الحية والجمادات الطبيعية والغازات والمخلوقات الأخرى المرئية منها والغير مرئية المسخرة للإنسان في أرجاء الأرض وفي السماء في كل زمان ومكان ، وحتى إبليس الذي كان هو الآخر في دائرة تلك المسخرات الأرضية وفي سمائها من أبا الخضوع بقوانينه وخواصه التي إندرجت تحت لائحة هذه المسخرات الملائكية المعرفية المدبرة والموكل إليها أمور الأرض والسماء والتواصل والإتصال بعقل الإنسان ؟
فما الملائكة ياقومي إلا تلك الرسل والقوى التي لها علاقة ارتباط مباشرة بحياة ومجالات الإنسان كلها وبما يحتاجه عقله وتفكيره من إمدادات واتصالات بسلسلتهم وشبكتهم المعرفية الكونية التي بدورها تقوم بإرسال المعلومات الصحيحة والمطلوبة له حين الإتصال بها عن طريق محرك البحث (العقل ) ،فهي تمثل شبكة المعلومات الملائكية المتصلة بجهاز التعقل الإنساني(القلب) ؟ وهذه الملائكة المعلوماتية تتصل ببعضها البعض عن طريق اصطفافها صفاً صفا(وإنا لنحن الصافون ) ،وترابطها ببعضها تحت برنامج موحد عملاق  أسمه، الروح الأمين ، وكل واحد منها يحمل من العناصر والمعلومات التي  تتأتى للإنسان حين يكون على اتصال ٍ بها عن طريق عقله المتفكر الباحث عن المعلومة المحددة في صفحات مواقعها المختلفة ،وقد كان لزاما ً منهم وخضوعاً أن يمدونه بكل معلومة صحيحة لأنهم مصادر التعقل العملاقة التي لاتعصي الله ماأمرها  المتصلة بعقل الإنسان ،محرك البحث؟ وبشكل مباشر....وإليكم الدليل على ماأقول والذي لاأظنه إلا شمسا ً ساطعة لرائيها ،قال تعالى (كلا أنها تذكرة فمن شاء ذكره في صحف مكرمة مرفوعة مطهرة بأيدي سفرة كرام  برره قتل الإنسان ماأكفره ) أي أنه وبعد كل هذا التسخير والخضوع لهذه الكتب التي بأيدي السفرة التي يستقيها متى ماشاء يأتي ويكفر ، فقتل الإنسان ماأكفره ؟
وبالمقابل كان الشيطان يحتل موقعا ً في سماء التلقي الإنساني ومصدرا ً من مصادر المعلومات للقوانين النوعية اللا مرئية ولكنه وبعد أن عصى ربه في الخضوع لآدم أصبح  لايمده إلا   بالغي والضلال والتيه المتصل بمجال النفس  والهوى وإغراقه بكل لذة وشهوة ورغبة محرمة يزينها له ـ ؟
... ولعل هذا مايفسر لنا أن الأنبياء عليهم السلام كانت مصادر معلوماتهم من مركز المعلومات الرئيسي المباشر والذي هو ،الروح الأمين جبريل، مصدر ومستودع المعلومات الإلهية الملقاة إلى الملائكية (الرُسل )روح الله ؟؟؟
لنتابع التأملات :
ولقد رأينا في هذا المشهد المهيب أن الملائكة قد خضعت كلها لسلطان العقل في آدم ولازالت خاضعة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها ،خضعت بكل ماتحمله من معلومات وقوى وقوانين وعلوم تتأتى  لكل متفكر ومتدبر وباحث عن المعلومة التي تصله عبر محرك بحثه (العقل ) المتصل بها  ، ،ومن هنا كان لزاما ً على الجميع أن تتضافر جهودهم لإحياء وبناء الأرض تحت إدارة مديرها الجديد (آدم العاقل) ومن جنس تلك الملائكة التي سخرت لآدم وخضعت مانسميها في عصرنا الحاضر، بقوانين الفيزياء والطاقة  والذرة والكهرباء والجاذبية .... وتقع هذه الشبكة الملائكية الرسولية المدبرة والسفرة البررة الحاملة وقرا والحافظة المحافظة  في هذا الفضاء الذي نشاهده ـ الفضاء الذي يظنه الكثير منا أنه فارغ وهو من هو  الذي يمثل شبكة المعلومات الملائكية(الأفق الرحب الملئ بكل مايحتاجه الإنسان من معلومات تفيده في حياته ، فكما سخرت الأرض ومافيها لطعامه ومعيشته سخرت السماء بملائكتها ومعلوماتها وعلومها الشتى كمصدرا من مصادر علمه وغذاء عقله.... وماسميت السماء بالسماء إلا لأنها تحمل كل مايسمو بعقل ونفس الإنسان.
فالله سبحانه وتعالى أراد لهذا المخلوق(الإنسان) الكون المصغر أن تكون السماء والأرض ومابينهما مسخرة له , وهي مكرمة مابعدها مكرمة من كريم تكرم بها على الإنسان ،فأبا الشيطان إلا نفورا؟
قال تعالى( وسخر لكم الليل والنهار والشمس والقمر
والنجوم مسخرات بأمره إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون "،
قال تعالى " وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا
منه حلية تلبسونها وترى الفلك مواخر فيه ولتبتغوا من فضله ولعلكم تشكرون")
وقال ايضاً : الم تر أن الله سخر لكم مافي السموات ومافي الأرض واسبغ عليكم نعمه ظاهرة وباطنة ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولاهدى ولاكتاب منير .
ماهو الذي سخره لنا في السموات ؟ اليس الملائكة !وماهو الباطن من المسخرات ؟

وقال تعالى "وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ
 والجميع يعلم أن لكل عالم  من هذه المخلوقات ملك مكلف بها كالسحاب مثلا ًلها ملائكة والجبال والبحار ...الخ.
فلمن سخركل هذا وأ ُخضع ولماذا؟؟
للإنسان فقط  ليقوم ببناء الأرض ،
ذلك الكائن الصغير والكون المصغر الذي يحتوي في تركيبه وفي خلقه مافي الكون كله ،وقد قيل أن الإنسان هو كون عظيم مصغر ؟
قال الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه :
دواؤك فيك ولا تشعـرُ *** وداؤك منك ولا تبصـر
وتزعم انك جُرم صغيـر*** وفيك انطوى العالم الاكبر
.
ولقد أكتشف علماء الفيزياء الحديثة أن الفراغ الذي نراه بالعين المجردة ليس كما نظنه ونحسبه فراغاً لاشي فيه  بل هو محشوُ ُ بعوالم من المخلوقات التي لانراها والتي محكوم نظامها بقوانين الملائكة الذين يسوسون الأرض والسماء بإذن ربهم وفي القرآن الكريم  الكثير من الآيات التي تشير إلى مثل هذا و بعضُ ُ من أحاديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ،وما قول الله وذكره للملائكة الذي يكتبون أعمالنا ويحفظوننا ويحيطون بنا  وينقلوا ماجرحنا في الليل وفي النهار  إلى السماء ويعرجون ويهبطون وينظمون قوانين الطبيعة كالريح والسحاب والجبال والبحار والحافين حول العرش إلا دليل على مااكتشفه العلم وماذهبنا إليه رغم أن العلماء لم يطلقوا على هذه العوالم أسم الملائكة بل أسموها بأسماء أخرى علمية....
(الحمد لله رب العالمين ) العالمين ،أي كل العوالم فهي جمع عالم.
إنا أنزلنه ُ في ليلة القدر ،وماأدراك ماليلة القدر ،ليلة القدر خير من ألف شهر ،تنزل الملائكة والروح فيها ،بإذن ربهم ،من كل أمر ،سلام ُ ُ هي حتى مطلع الفجر .
،تنزل الملائكة ، تنزل بكل علم معلوم في ملاك طاهر مرقوم  ،وفي كتب قيمة ،بأيدي سفره كرام برره ،قتل الإنسان ماأكفره لأنه كفر بنعمة ربه العظيمة التي أنعم بها عليه  من منحه إياها،أولم يسخر له كل مافي السموات والأرض ؟ .والروح فيها ...هو الروح الأمين ،الأمين على هذه الشبكة الطاهرة المعلوماتية القوى المسخرة للإنسان والأمين على أمر ربه ،من كل أمر، معلومات وعلم ٍ جديدة تتنزل إلى الأرض وهو مايفسر لنا تجدد المعلومات والعلوم لدى الإنسان وتجددها وترقيها وتطورها ، فكلها تمثل النبع الإلهي الصافي الذي ينزل ويرسل المعلومات التي تفيد الإنسان في حياته وبعد مماته ـ ومايتنزلون إلا بقدر ، أنه العلم الذي ينزله الله عبر ملائكته المعلوماتية والقوى المدبرة  والذي يتفضل به على عباده ويساوي مقداره في هذه الليلة  بحسب السنين ألف شهرفي المعلومات والخير والبركات والروحانيات  التي إن فعلها الإنسان في تلك الليلة شهد له بها جميع الملائكة الذين تنزلوا في تلك الليلة وعلى رأسهم الروح الأمين ، وكانت له أضعافا ً مضاعفا من الخير ، سلام هي ،أي أمان حتى مطلع الفجر ، حين يبداء الملائكة بالعروج والعودة لأماكنهم بعد أن تنزلوا بالخير والبركات وبالعلوم ، لذلك يتبارك فيها كل شي ومن حاز منها ووفق فهو الفائز والناجي . قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ) - متفق عليه)
الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَىٰ وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ ۚ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (1) )سورة فاطر)
فطر السماء ومن ثم جعل الملائكة فيها رسلاً ،فلمن هذه الرسل ياقومي ورسل ماذا ،لكل البشر ورسل خير ؟
(إِنَّ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ لَيُسَمُّونَ الْمَلَائِكَةَ تَسْمِيَةَ الْأُنْثَىٰ (27) سورة النجم)
فهي لا تتناسل ولا تتكاثر جنسياً لأنها ليست مخلوقات ذات شهوة أو رغبات أو أنفس وبالتالي لاهي بذكر ولا هي  أنثى بل هي حاملة علم ونظم وقوانين وأوامر وقوى وتدبير ورحمة وحفظ وشهادة ،عقول نورانية؟.
-مامعنى كلمة ملك ؟
ملك من لفظ الملائكة وقيل ان المتولي من الملك شيئا من السياسات يقال له مَلَكْ ومن البشر مَلِك .وليس كل الملائكة مَلَكْ. بل كل مَلَكْ ملائكة.
والمَلَكْ هو المشار إليه بقوله تعالى : ( فالمدبرات أمراً(5)سورة النازعات
والنازعات غرقاً(1) سورة النازعات . يتوفاكم مَلَكْ الموت (11) سورة السجدة) والملائكة تعني ، ، القوة في الشئ والصحة فيه ، وتعني أيضا ً ،ملك ،من أصل ألك ،أي  حمل الرسالة  أو الرسول .
ماهي أقسام الملائكة ؟
ينقسم الملائكة (عليهم السلام ) بالنسبه الى ما هيئهم الله سبحانه وتعالى الى أقسام :
فمنهم حملة العرش : وهم من أشرف الملائكة
قال تعالى ( ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (18) سورة الحاقة
ومنهم الحافين : أي الذين هم حول العرش وهم أشرف الملائكة مع حملة العرش . ، قال تعالى ( وترى الملائكة حافين من حول العرش يسبحون بحمد ربهم (75) سورة الزمر
ومنهم سكان السماوات السبع : وهم الذين يعمرون السماوات السبع عبادة دائبة ليلاً ونهاراً قال تعالى ( يسبحون الليل والنهار لايفترون (20) سورة الانبياء
ومنهم خازن الجنه : وهو ملك يقال له رضوان جاء مصرحاً به في بعض الأحاديث
ومنهم االموكلون بالنار : وهم الزبانية ومقدموهم تسعة عشر ، قال تعالى :
(وما أدراك ماسقر (27)لاتبقي ولاتذر(28) لواحة للبشر(29) عليها تسعة عشر (30)سورة المدثر
ومنهم الموكلون بحفظ بني آدم قال تعالى ( له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله )سورة الرعد
ومنهم الموكلون بحفظ أعمال العباد قال تعالى : ( وان عليكم لحافظين(10) كراماً كاتبين (11)يعلمون ماتفعلون (12) سورة الانفطار

من هم الملائكة المذكورون بالاسم في القرآن الكريم ؟
جاء في القرآن الكريم (من كان عدوّاً لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو ّ الكافرين(98) سورة البقرة . ومالك
(يامالك ليقض عليناربك(77) سورة الزخرف
ومن انزل عليهم علم السحر
وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت (102)
وهكذا يكون الملائكة المذكورون في كتاب الله عز وجل هم جبريل ميكائيل ،مالك ،(هاروت،ماروت )
وإن في قصة هاروت وماروت مايشفع لنا فيما ذهبنا إليه من قول ، فهما من كانا يحملان شفرة وعلم وقانون السحر فبإتصال الإنسان بهما عن طريق محرك بحثه ،العقل ،أستطاع الوصول إلى موقعهما والأخذ منهما ، ،وهذا يؤكد على أنهما  كانا غير مخيرين بل خاضعين لعقله الباحث والذي  أستطاع أن ينال منهما حظا ً من علم السحر ...وبقولنا هذا ينتفي تماماً مانقل عنهما في الإسرائيليات من قول لايجوز في حق ملكين من ملائكة الله طاهرين  و أخذ به بعض من المفسرين يرحمهم الله . (أقرءوا ماجاء في خبرهما منقولا ً من الإسرائيليات في النت؟).
وقد اكتسبت الملائكة طهارتها ،أولا ً من نور الله الذي خلقت منه ،ثانيا ً من علم الله الذي تحمله في طياتها ،لايمسه إلا المطهرون ،أي لايمس علمه إلا المطهرون  الكرام البررة (فهم نوره الذي حوى علمه )..ولو تأملنا إلى آيات القرآن من فاتحته إلى أخر سورة الناس فلن نجد مايدل على أن الملائكة من المخلوقات  التي خلقها الله لعبادته ؟
فهو قد قال وماخلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ولم تذكر الملائكة قط كصنف من أصناف المخلوقات المطلوب منها العبادة أو أنهم من المكلفين وبالتالي لاثواب أو عقاب لها  فهم لا ُيذكرون إلا بكل أمر ٍ من أوامر الله ولا ينعتون إلا بالطهر والبر والكرم  ولعل هذا مادعى الكفار إلى القول بأن الله أتخذ من الملائكة إناثا ً وقيل بناتا ً ؟.
﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ ﴾]. لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ ﴾ ﴿ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِياًّ مريم.
 ومانتزل إلا بأمر ربك ،المقصود بهذا القول أنهم يتنزلون وليس ينزلون ؟والفارق بين النزول والتنزل كبير جدا ً فالنزول يعني أنهم هم ينزلون بأنفسهم من دون شئ ،والتنزل أي أنهم يتنزلون بأمر ما من ربهم ،وهذا يدلل على أن كل الملائكة محملين، وقرا، إما  من العلوم أو الأوامر أوغيرها من الخيرات لبني البشر ؟.
وقد جمع لنا رسولنا الكريم فضائل مجالس الذكر في قوله صلى الله عليه وسلم: “ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله
ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده”، وفي حديث آخر:
“لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة، وغشيتهم الرحمة، ونزلت عليهم السكينة، وذكرهم الله فيمن عنده”،
وأما الذين يجلسون في مجلس لا يذكرون الله فيه ولا يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم فيقول النبي عن مجلسهم:
“ما اجتمع قوم ثم تفرقوا من غير ذكر الله، وصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلا قاموا عن أنتن من جيفة”، وفي رواية:
“إلا كأنما تفرقوا عن جيفة حمار”، وقال صلى الله عليه وسلم عن مجلس القوم الذين لم يذكروا الله ولم يصلوا على النبي فيه:
“كان ذلك المجلس عليهم حسرة” وقال أيضا: “إلا كان مجلسهم ترة (أي حسرة وندامة) عليهم يوم القيامة”،
فمجالس الذكر هي مجالس الملائكة بخلاف مجالس الغفلة واللهو والباطل فإنها مجالس الشيطان، والله تعالى يقول: (وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ) (الزخرف: 36).
وسأقتبس مما سبق من قول هذه العبارات :(فمجالس الذكر هي مجالس الملائكة بخلاف مجالس الغفلة واللهو والباطل فإنها مجالس الشيطان،:
فما أروعها من كلمات وعبارات تدل وبوضوح على أنهم حفظة علم وخير وبر ... يخضعون بين يدي الباحثين والذاكرين والمتدبرين والمتفكرين والسائليلن علما وخيرا ويحضرون مجالسهم ليمدوهم بما أوتوا مما علمهم الله وهم لا يستكبرون :
ونستخلص من كل ماسبق أن الملائكة المقصود بهم في مفهوم السجود ، هم الرسل الذين بعثهم الله ليكونوا تحت أمرة آدم وسلطان عقله وعلمه  ، لكي لايستعصي عليه أمر من أمور بناء الأرض واستصلاحها وأعمارها فكلهم يقعون  في دائرة الأدوات المطلوبة المباشرة للبناء الذين يمدونه بالمعلومات التي يرغب بها عن طريق الإتصال بهم بواسطة موجات التفكيرالفوق عقلية  ،الباحثة ؟...
ودعوني أضرب لكم مثلا ً هنا ليقرب ماذهبت إليه من قول  من مخترعاتنا العصرية ، فأقول أن محرك البحث  هو العقل(الفؤاد النابض) والملائكة هي شبكة المعلومات ومركزها الروح الأمين، الأمين  (المستودع العملاق ) (أفلايعقلون) أي يبحثون عن المعلومات الصحيحة في شبكة المعلومات الملائكية عن طريق عقولهم ا ليعلموا الخير والصلاح )وحين يقوم محرك البحث بالتفاعل مع الشبكة تصله المعلومات فورا وبسرعة تفوق سرعة الميجا ؟
لاتتعجبوا من أفكاري ، فما اكتشاف الإنسان واختراعاته إلا آيات من آيات الله التي يرينا إياها أمثلة مجسمة ومرئية أمام أعيننا الغافلة لنتعرف بها على عظمته وسعة علمه سبحانه وتعالى ،فكأنه يقرب لنا كل مالانستطيع نيله بعقولنا لمحدوديتها عن طريق مخترعاتنا واكتشافاتنا (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بداء الخلق )أي أمضوا في الأرض  وسترون كيف بداء الخلق ـ سترونه من خلال علومكم وصناعاتكم واكتشافاتكم وبحثكم وتنقيبكم ،(وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )أي لم ولن تصلوا بعقولكم التي تبحثون بها عن العلم إلا للقليل القليل من العلم ،وهي آية تخاطب كل العصور والأزمنة ،
ولنواصل التأملات :
 فجهاز الكمبيوتر هو عقل لكنه لايكون فاعلا ً إلا باتصاله بشبكة معلومات تمده بمايريد وإلا فهو لاقيمة له و هو المثل الذي ضربه الله لنا في الملائكة الذين سجدوا لآدم فور النفخة التي أتت من الروح ،
نعم من الروح مركز التلقي للمعلومات الإلهية ، ليصبح عقله متصلاً بالمعلومات الملائكية الطاهرة (الرسل )والأسماء كلها ...وكأنه يقول لنا أن الروح قام بالتوصيلات الضرورية والأساسية للعقل وماعليكم الآن إلا البحث عن كل ماهو خير وفايدة .. سنريهم آياتنا في الأفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق .
فلاإله إلا الله وحده لاشريك له ولانعبد إلا إياه , أحد الصفات الكاملات المنبثقات عن أسمائه الحسنى له العلم الواسع اللامتناهي سبحانه وتعالى الأحد الفرد الصمد عن كل نقص ومثل وشبه ،
 فإياكم ياأيها الأحباب أن تظنوا بأن العقل يعمل ذاتياً من دون خامات خارجية  وأن كل المعلومات التي تنبثق منه والأفكار والرؤى والتصورات والنظريات أنها من ذاته ،كلا فهو ليس سوى محل للتلقي والاستقاء  والبحث والتمحيص والتنسيق والترتيب والربط بين فكرة وأخرى وبين علم وآخر، ولو أننا تتبعنا سيرة الإنسان منذ البدايات لأتضح لنا الكثير مما نقوله الآن ؟
 وما بلوغ الصبي سن الرشد ليكون مكلفا ً إلا لأنه أصبح عقله متصلا ً بالملائكة قادراً على التلقي ، وهي حينئذٍ تدون عنه وتدون له.. تأخذ منه فعله فتكتبه وتعطيه مايحتاجه مما يشاء ؟؟
فياااااااقومي إن آيات الله  ليست محصورة فقط في كتابه الكريم ،بل هي في كل شي مخلوق في هذا الكون (الكتاب العظيم ) اللوح المحفوظ،قرص الكون العظيم ،وما القرآن إلا نور يرينا تلك الآيات ويدلنا عليها ،فحينا ً يضرب لنا مثلا  وحينا ً يأتينا بقصة وحينا ً يأتينا بأمر لانفهمه إلا بعد حين من الدهر وماهذا إلا تأكيد لقوله سبحانه وتعالى ،مافرطنا في الكتاب من شي ،وايضا يضرب لنا فيه من كل مثل ،فسبحانه وتعالى عمايشركون،  ثم كيف يشركون به وهو من سخر لهم مافي الأرض جميعا ً ومافي السماء ، فهل لهم قلوب يعقلون بها ،أم لهم عيون يبصرون بها ،أم لهم آذان يسمعون بها ؟.
و بهذا المفهوم الجديد  ومن قبس ونور  التساؤلات  التي تقول ما الحكمة في سجود الملائكة لآدم الفرد أو الكل ،وماالحكمة من سجود إبليس لآدم إن كان السجود مجرد سجود تشريف وليس سجود تكليف ، نخلص إلى أن الملائكة هم قوانين الأرض والسماء النوعية العلمية والمعلوماتية الإرشادية  التي خضعت لأدم ولسلطان العقل وللخليفة الجديد الذي أختاره الله ليكون هو المدير العام لكوكب الأرض و هو مانراه ُ بالفعل أمام أعيننا ونلمسه بأيدينا ، فقوانين النار والماء والكيمياء والفيزياء والغلاف الجوي والكهرباء والجاذبية والمرئيات واللا مرئيات أستطاع الإنسان وبواسطة عقله أن يعرف الكثير عنها وبالتالي تطويعها لمصلحته لتساعده على البقاء وعلى التطوير وبناء الأرض وماهذا إلا بفضل خضوع ملائكة النوع والعلم والقوى والخير التي تمده بكل مايحتاج إليه حين إتصاله بها بواسطة عقله ومحرك بحثه ،
ومامعرفته بالذرة ومكوناتها وتفجيره لها  بالرغم من عدم رويته لها  إلا نوع من أنواع الأخضاع الذي سخره الله له في ملائكته (المعلومات المرسلة ) الذين هم رسله وجنوده في الأرض والسماء ،(وما يعلم جنود ربك الا هو)
وما الوحي الذي أوحى به الله لأم موسى وللنحل إلا نوع من هذه المعلومات الرسولية  الملائكية ،وكل ُ ُ قـُدِّر وحيهُ بحسب جهاز بحثه ....فسبحانك ربي ماأعظمك .
ومن هنا نعتقد  أن الامر بالخضوع لآدم هو للعلوم والقوى  والقوانين النوعية التي تحكم حركة الكون والتي تدخل في إطار معرفة الإنسان وقدراته على دراستها وفهمها وتطويعها لمصلحته ،وهذه القوانين النوعية المعلوماتية أطلق عليها وأشيرلها بأسم ،الملائكة(القوة ، والرسل)  ولولا التطويع والإخضاع لما أستطاع مثلا ً أن يعرف قوانين الجاذبية والتي من خلال معرفته بها اخترق ونفذ من أقطار الأرض ... يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السماوات والأرض فانفذوا‏,‏ لا تنفذون إلا بسلطان‏*)
 السلطان هنا هو معرفة القوانين السماوية  والأرضية  والسير بينهما والتي ومن خلالها يستطيع الإنسان والجان الاختراق.. وهذا لا يتأتى إلا بالعلم بتلك القوانين  المسخرة  المضمنة في الملائكة ، وسوف يصل إليها الإنسان يوماً إذا ماضل يبحث عن القوانين والمعلومات والعلم التي بها يستطيع أن يخترق أقطار السموات والأرض مادام الله قد هيأ له وسخر ملائكة علمه ووهبه محرك بحث جبار بل وعلمه الأسماء كلها .
وبهذا  الفهم الجديد يستقيم تماما ً لنا مفهوم الملائكة وسجودهم لآدم ...وما رفض إبليس الخضوع وتكبره إلا على هذا الأساس وليس السجود المحدود الوقت في تلك اللحظة.... فلو كان الأمر مجرد  سجود وقتي لحظوي  فقط لسجد إبليس وأنتهى الأمر وما رضي بأن يكون من أصحاب النار من أجل سجدة واحدة تأباها ؟،إنما الأمر أعظم من ذلك وأعمق !.
وإليكم هذه الآيتين اللتان لايكمل إيمان المؤمن إلا بماورد فيهما لتكتمل الصورة لكم قال تعالى :آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كلٌّ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لانفرق بين أحد ٍ من رسله .البقرة
والثانية التي يقول فيها تعالى :ومن يكفر بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر فقد ضل ضلالا ً بعيدا (النساء )وغيرها من الآيات الكثيرات التي ترفع من شأن الملائكة ومن قدرهم وربطهم بالإيمان .
وننوه هنا إلى أنه ُ من الخطاء المقارنة بين الملائكة وبين الإنسان في الرتبة المكانية عند الله والمفاضلة بينهما ، فهما مخلوقين مختلفين تماما فكلُ ُ منهما يملك خصائصه الخاصة به ـ فالملائكة خلقت لتدير شئون السموات والأرض ولاتعصي الله ماأمرها يسبحون بحمده لايستكبرون ولايفترون مطيعين خاضعين غير مكلفين ولا مثابين أو معاقبين ،رسل علم وقوى وإبلاغ وتدبير ،
والإنسان مخلوق مُكلف يعصي ويطيع يكفر ويؤمن له خصائصه التي تميز بها عن غيره من المخلوقات بسبب تركيبة عقله وحريته  وهوخليفة نوعه على الأرض .
ومن وحي ماسبق ساطرح عليكم سؤالاً يقول :
لماذا لم يكن الإيمان بالجن وغيرها من المخلوقات ركن من أركان الإيمان الأساسية ؟
الجواب :
لإن مفهوم الملائكة أكبر مما كنا نتخيله ونشكله لهم من تصور ،انظر ماذا قال الله (ومن يكفر بالله ،يعني الإله الخالق الأحد الواحد الذي لاشريك له ، وملائكته ،يعني مخازين بعض علمه ومستودعاته وقواه ومدبراته ،التي تتصل بالكتب التي تتنزل على الرسل ، وكتبه ،يعني العلم والقوانين التشريعية والتوعوية والعقائدية والنور الذي يستضئ به الخلق ، ورسله، المنذرين والمبشرين والمتلقين العلم الرباني ، وكل هذا متصل ببعضه مترابط .فالله ثم الملائكة ثم الكتب ثم الرسل ،
ولو عكسنا الآية في السرد لقلنا الرسل ،الكتب ،الملائكة ،الله ،وكل يستقي من نور الآخر وعلمه فالرسل تستقي علمها من الكتب المنزلة بواسطة الملائكة المرسلة من الله ،وهم لايعصون الله وغير مكلفين بعكس الجن .
، وبهذا المفهوم تـُحل جميع الإشكالات القائمة مسبقاً ، والتي منها  كيف تسجد الملائكة لآدم ،كجبريل الروح الأمين وملك الموت القوي وأسرا فيل النافخ في الصور ومالك خازن النار وغيرهم من الملائكة العظام الشداد والحافين حول العرش ملائكة الملاء الأعلى  ، وكذلك الذين لانعرفهم ..وماهي الحكمة من سجودهم للحظة واحدة وينتهي المشهد ؟
لكن بمفهومنا هذا ندرك بأن الملائكة التي خضعت لآدم الأول لم تزل تخضع له إلى يومنا هذا وأن الشيطان وقوانينه لم يزل يأبا الخضوع إلى يومنا هذا ؟
فنور العلم والقوة في الملائكة لازال يخضع لآدم إلى يومنا هذا عن طريق محرك البحث العقل (الفؤاد )؟
 وسواد الظلمة في إبليس لم تزل تستعصي عليه إلى يومنا هذا ؟ ومحرك بحثه هو الهوى والنفس الأمارة بالسوء ..والشهوات الغير قادر الإنسان على إلجامها ؟.
 وأما أنتم أعزائي الكرام قراء تأملاتي  ما عليكم إلا أن تتفكروا وتعطوا عقولكم فرصة للتدبر والتأمل قبل الحكم على تأملاتي ..ثم بعد ذلك قارنوا بين مفهوم الملائكة في السابق وبين ماطرحته عليكم هنا و أنتم وماترون ,,،
 وإن لكم في جهاز الكمبيوترالذي أنتم الآن بقربه خير مثال ، فالشبكة المعلوماتية هي الملائكة الرسل التي ترسل المعلومات بسرعة تفوق سرعة الميجا وهي لا تأتي إلا بمعلومات صحيحة لأنها لاتعصي الله ماأمرها ومصدر علمها من الله الذي أودع فيها كل ماينفع الناس الباحثين عن الحق لأنها مسخرة لنا ... فهي عبارة عن ملفات أو صفحات كل واحد منها يحتوي على نوع من أنواع المعلومات والعلوم  وماالمحفوظات إلا كالذاكرة التي تخزن معلوماتكم التي بحثتم عنها مسبقا ً ، وماالفيروسات إلا كوسوسات الشيطان ومسه للإنسان والذي  لا يُعالج أو يشفى منه إلا بمضاد للفيروسات أو بالفورمات أي التهئية للإنسان نفسيا ً ودينيا ً وما جدار الحماية إلا كالأذكار وقرأة القرآن وما الملفات التي تنزلونها في أجهزتكم لتحفظوها إلا كعلمكم بأمر ما ترجعون  إليه حين تريدون ،وماالموقع المحجوب إلا قانون إبليس ومعلوماته فمن شاء الوصول إلى هذا الموقع لابد وأن يستخدم برنامجا لفك الحجب وهو برنامج الكفر السحر ،وماكفر سليمان ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر وما أنزل على الملكين) أي الرسولين( ببابل هاروت وماروت) وهما برنامجي فك الحجب لعالم السحر ،(ومايعلمان من أحد ٍ حتى يقولا أنما نحن فتنة فلاتكفر ) يقولا له نعم نحن نستطيع أن نفك لك الحجب ولكن لاتفعل ذلك لأن الموقع المحجوب لايأتي بخير وليس للاستعمال المناسب ؟؟)
وفي انتشار النور في مساحة ما مظلمة  إلا مثال على أن الملائكة تنثر مخزونها العلمي، النور، في عقل الإنسان حتى يستشفها ويدركها ويفهمها ليزيل بها ظلمة الجهل  .
وهكذا هي المثولات والأمثال (ولله المثل الأعلى )تفسر لنا مالم نستطع إدراكه ومعرفته إلا بها ،فسبحانك ربي العليم الخبير؟.
وبهذا كله نكون قد أجبنا  على السؤال المشكل بشأن إبليس وعدم سجوده وخضوعه لآدم وعلاقته بالقوانين النوعية (الملائكة ) وفككنا شفرته ،وهو أن إبليس كان نوعا ً من تلك القوانين المطلوب خضوعها لآدم ،وهي معلومات كان بأمكان الإنسان لو نالها وتحصل عليها لأصبح مثل سليمان عليه السلام ،وماقصة سليمان في القرآن إلا ليقرب  بها الله لنا الصورة التي كنا سنصبح مثلها ؟؟
وإن  إبليس الذي كان من الجن والذي رفض بأن يكون خاضعا ً لإنسان خلق من تراب أو من طين كما قال هو ، وهو من هو الذي يرى نفسه من الظواهر والقوانين النوعية الفوقية الفعالة، سماه الله حين عصى  بالشيطان ،أي المتمرد وقد قيل : الشيطان مُشتق من " الشَطَنْ " و معناه في الأصل هو البعد ، و يُطلق الشيطان على كل بعيدٍ عن الخير ، و على كل من طالَ مكثُهُ في الشَّر ، كما و يُطلق على كل عاتٍ متمردٍ خبيث ، سواءً كان من الجن أو الإنس أو الدواب.
رفض الخضوع لإدارة آدم الأول وكذلك لذريته من بعده والذي لايزال يقوم بإغوائهم وصدهم عن سبيل الله عن طريق تزيين المواقع المحجوبة التي لانراها، فسخر نفسه لهذا الأمر بمعاكستة للحق وتزييفه للباطل وتاجيج الشهوات والرغبات المتصلة بنفس الإنسان ،ولم يزل هو العدو اللدود الأبدي المعاند له  والمتمرد على أمر الله ،والمجتهد في أن يدخل الإنسان معه الجحيم ليحرمه تمتعه بالخلافة و بنعيم الآخرة ؟.
ولو تأملنا  في ُملك سليمان عليه السلام حين أخضع الله له الجن وقوانينهم التي أستطاع أحدهم أن يأتي بعرش بلقيس من اليمن في خلال ثوان ٍ ،والأخر الذي قال سوف يأتي به  في خلال سويعات... لفهمنا كثيرا مما استشكل علينا في مفهوم السجود وفي مفهوم القوانين التي تختلف من صنف لأخر في مخلوقات الله الماورائية ،
ولتأكد القول بإن الملائكة هم أسم جنس لمخلوقات لايعلم عددها وأصنافها إلا الله تمثل حشو الكون وشبكة معلوماتية وقوى وإدارة عملاقة لانراها بأعيننا ولكن نستطيع أن نصل إليها عبر محركات بحثنا وتدبرنا وتأملاتنا بفضل السجود للعقل....
وكذلك الجن هم أيضاً أسم جنس ،فمنهم العفاريت والمردة والشياطين والقرناء(القرين هو المماثل لك في عالم الجن ،ظل نفسك الخفي) وغيرهم، ولكل صنف منهم خواصه التي يتفرد بها وهم مخيرون بعكس الملائكة،
وماالحوار الذي دار بين النبي سليمان ومع من أرادهم أن يأتوا له بعرش بلقيس إلا دليل على هذا التنوع والقدرة ،
الخلاصة :
ومن وحي  هذا المفهوم الذي ربما لن يقبله أحد لان مفهومنا للملائكة قد ترسخ على أنهم مخلوقات مجسمة ،بيضاء لونها،  وبيضاء ملابسها.. .و..الخ ، نقول، أنه يجب علينا أن نفهم معاني المفردات في الآيات  وأن نتأمل فيها بعمق ثم نتدبر  السياقات و اللغة لنتعرف على  مايريده الله منا أن نفهمه من آياته وأن نربط بينها وبين علمه  الذي يهبنا القليل  منه كل يوم والمتمثل في مخترعاتنا وأكتشافاتنا  ، وأن نبحث عن الحكمة في كل آية من آياته سبحانه وتعالى ، ،وأن لا نحاول أن نجسم كل شي نسمعه على أنه كذا وكفى ،لأن محاولة تبرير بعض الأحداث وتمريرها  لايفيدنا في شئ بل يضر بنا وبفهمنا لآيات الله  ،ويجعل من القرآن الكريم  كتابا ً جامدا ً شأنه ُ شأن أي كتاب عادي ،يفسر بحسب ماقالته المفردة أو العبارة في محلها وموقعها وزمانها فحسب وليس السياق والحكمة والإشارة والإلماح والعلم وما يراد من الآية،
وكما أن القرآن الكريم لا يُقراء إلا بطريقة معينة وبصوت خاص به ليُميزعن بقية المقروأت ،كذلك لابد أن يكون تفسيره مختلفاً ومميزاً عن تفسير كتب العلم الأخرى .
 فنحن اليوم نحمل على عاتقنا مسئولية فهم  أجيال ستأتي من بعدنا وستمضي على نهجنا كما مضينا نحن على نهج وتفسير من سبقونا ، ويجب علينا أن لانكتفي بتفسير من سبقونا وهم من نشهد لهم بأنهم  قد اجتهدوا بحسب علومهم المتوفرة لهم ،كما يجب علينا أيضاً أن نمعن الإبصار والبصيرة والعقول في كتاب الله ونربط بين آياته القولية وآياته الفعلية وكل ماهو محيط بنا من خلق الله لنصل إلى مراده وقصده فكل شي من حولنا هو متصل بغيره فهو صورة لأمر واحد فلا نحاول أن نمزق ملامحها بتفسيرات تقتصر على المعنى والعبارة ؟
هذا والله أعلم .وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وسلم تسليما ً كثيرة .



وقفة مع معنى الرسل في القرآن
الرياح رسل والملائكة رسل ومن الجن رسل والسما والمطر ومن الأنس؟؟
تأملوا معي :
(إنا أرسلنا نوحاً إلى قومه...) :
(وأرسلنا الرياح لواقح فأنزلنا من السماء ماء فأسقيناكموه وما أنتم له بخازنين)
(إنا أرسلنا عليهم ريحا صرصرا)
وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَاراً وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْناً آخَرِينَ)
((الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس) هذه الآية ليس المقصود بها جبريل فقط الذي يأتي الأنبياء  حين قال (من الملائكة رسلا ً ،لاحظ عبارة (من )ورسلا ً ) مما يعني أن منهم رسل وهو جمع وليس مفرد ؟؟ ، كما أن جبريل عليه السلام يأتي وصفه دائماً في القرآن الكريم بالروح الأمين ،والروح القدس والروح،وروحي ، وروحنا  ؟ تدبروا بارك الله فيكم تدبروا.
((وإذ صرفنا إليك نفرا من الجن يستمعون القرآن)إلى قوله تعالى (ولوا إلى قومهم مُنذرين)
والرسالة المقصود بها هنا أي الدلالة على الهداية والطريق الحق ، والرسالة ايضا ً هي إيصال أمر ما مأمور به المرسول به إيصاله إلى المرسل إليه ،،وحين قال الله تعالى وسع كرسيه السموات أي كراسة علمه المختصة بالسموات والأرض وقد قال ابن عباس رضي الله عنه  ،كرسيه يعني علمه ،وقال تعالى أيضا : (وسع كل شئ علما)..وماالفراغ الذي نراه بأعيننا القاصرة إلا ملائكة أي علمه(شبكة المعلومات الكونية)وليس فراغاً لا فايدة منه ،وقد قال ،الله لا إله إلا هو الحي القيوم لاتأخذه سنة ولانوم له مافي السموات ومافي الأرض من ذا الذي يشفع عنده  إلا بإذنه يعلم مابين أيديهم وماخلفهم ولايحيطون بشي من علمه إلا بماشاء وسع كرسيه السموات والأرض ولايؤده حفظهما وهو العلي العظيم  .
وهي أعظم آية في القرآن الكريم لماتحمله مفرداتها من توحيد لله وتنزيهاً له وتعظيما ً لعلمه وملكه .
فكل شي خلقه الله في السماء والأرض هو علم قائم بذاته موضوع في كراسة علمه السماوي،الكرسي ،وليس كما قيل أن الكرسي هو موضع قدمه ؟
ولوتأملنا في النبات مثلا ً وكيف يتكون وينبت ويتفرع ويخضر ويورق ويتفاعل مع الهواء والشمس...و...و..الخ ، لعلمنا أنه علم قائم به وكأنه برنامج كامل  متكامل العناصر وضعه العليم الخبير، علم وُضِع  فيه ليحافظ على نوعه وبقائه ِوخصوصيته مدى الحياة ، وهو بهذا وعلى هذا يسبح بحمد ربه من فطره وكون خلقه على هذا النحو،فالتسبيح هناهو السير على الفطرة ، وكذلك هو الإنسان والحيوان والسحاب والبحار والرياح  وكل شي مخلوق ،وسع كل شي علما ،
ولعل الحديث الذي يقول بأن ملائكة البيت المعمور في السماء الذين يدخل منهم  كل يوم سبعون الف ملك و لايخرجون منه حتي قيام الساعة  يُشير
 إلى أن مهمتهم التي وكلوا بها ومعلوماتهم التي كانوا يحملونها أفرغت منهم ؟
فتدبروا بارك الله فيكم وتأملوا .
أنبياء العلم ؟
ولو فلسفنا معنى الرسل (الملائكة) بلغة عصرية أخرى ممزوجة بعبارات دينية لحق لنا أن نقول ، أن كل علم تـُفك شفرته وتعرف قوانينه ويستفاد منه هو رسول(ملاك ) ووحي أو إلهام  لمن تنزل عليه ذلك الملاك الذي القى علمه وقوانينه إليه ، ومثال ذلك قوانين الجاذبية التي أرسل ملاكها وعلمها وقوانينها لنيوتن فعرفها للناس فكانت الفائدة عامة للإنسانية جمعا، لأضحى مفهوم سجود الملائكة لدينا أيسر من شرب الماء ، فما جاء هذا الملاك أو الرسول أو قانون العلم الجديد إلا ليُخضع نفسه لهذا الإنسان ـ نبي العلم ـ لكي يعرفه ويُعرفه  للناس وليزيد به من فهمهم وعلمهم وحضارتهم وتقدمهم ،
ولكن لايتأتى هذا الإخضاع من قـِبل الملائكة إلا لذوي العقول النيرة المتدبرة المفكرة والمثابرة والمتوقدة والباحثة،وليس لتلك الخانعة المغلقة أبواب عقلها والمتكلة على ماسوف يقدم لها من الآخرين والتي لاتمعن عقلها إلا بما ستأكل أو تشرب أو تلبس فقط ؟
فملاك العلم وقوانينه يكون كالثمرة اليانعة على شجرة المعرفة المثمرة ، تنتظر من يأتي ليقطفها بواسطة يد العقل والتفكر ،ولنا في مهندسة الحشرات العظيمة (النحلة )عبرة ومثال ،فبوحي ٍ من الله تلقته بفطرتها البسيطة(برنامجها البسيط المركب بها) أستطاعت أن تبني مملكة هندسية منظمة على أعلى المستويات ،فسبحانه من أوحى لها بهذا العلم.
 (ونحن اليوم وفي عالم الكمبيوتر والصناعات إذا ماأردنا أن نـُكون برنامجا ما كالفوتشوب مثلا ً نقوم بوضع مكوناته وعناصره الكاملة التي ستقوم بأداء العمل المطلوب منه كالريشة والمساحة والخط واللون والقص واللصق وغيره ووضعها تحت برنامج موحد أسمه ،فوتشوب ،وهكذا هي المثولات .
أولم يكن الأنبياء والرسل يلوذون بالخلوة مبتعدين عن الناس يتفكرون ويتدبرون ويستشفون من روحانية التأمل بعض تجليات الخالق ؟أولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم  يخلو بنفسه في الغار ؟
هم كذلك أنبياء العلم .
  وبهذه الخاطرة الفلسفية نقول مستعيرين  مفردة النبي:
أن كل مكتشف لقوانين علم جديد يُعد نبيا ً من أنبياء العلم  يهدي بنور علمه عقول من يؤمن بذلك المكتشف ويبني لبنة جديدة في مبنى الكوكب الأرضي الحضاري أو الفضائي ،؟ولكي لايغضب مني البعض لاستعارتي عبارة النبي لحساسيتها ، تعالوا لنتعرف على تفسيرها لغويا ً لكي لا أ ُفسق أو أ ُكفر ،
فالنبي من ‘النبأ ‘ وهو الخبر، والنبي هو المُخبر ,
واما شرعا ً فهو المخبر عن الله .اهـ .......
ومن قبس اللغة نخلص إلى  أن كل مكتشف قوانين علم جديد هو نبي مخبر عن العلم ؟
ولعمري لقد سبقني إلى مايشبه قولي هذا أمير الشعراء أحمد شوقي يرحمه الله حين قال :
قم للمعلم وفه التبجيلا ....كاد المعلم أن يكون رسولا .
وهنا لي ملحوظة بسيطة سأضعها بين أيديكم وهي : إن العلم أوالعلوم ليست مقتصرة على معرفة الدين وأصوله  وملحقاته وفروعه فحسب بل العلم أوسع من هذا النطاق وأكبر ولكنه يندرج تحت علم الله المُعرف به المؤدي إليه المقر بوحدانيته الموصل إليه .فإن كان الله هو الواحد الأعظم على الإطلاق ... فإن العلم به هو أعظم العلوم على الإطلاق،ولاتتأتى معرفته والعلم به إلا عن طريق البحث في علمه سبحانه وتعالى وآياته كلها .
قراءة أخرى عن الروح :
قال تعالى ،ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وماأوتيتم من العلم إلا قليلا )إن لهذه الآية معناً آخرعندي مبني على فكرتي السابقة في مفهوم الملائكة  والتي تقول أن الروح ،جبريل عليه السلام ، هو وعاء الفيوضات الربانية من العلوم والأوامر التي تلقى وتوحى إليه من ربه وهوبدوره يُلقيها على الملائكة بحسب أصنافهم وخصائصهم ثم يتلاقاها الإنسان الباحث منهم عن طريق الإتصال بهم ، ولعلي أشبهه بالشجرة النورانية الروحانية وبقية الملائكة فروعها وأغصانها وأوراقها ،
 فالله حين قال ويسألونك عن الروح أي موطن التلقي الإلهي والفيوضات الربانية ،أساس شجرة العلم،
قل الروح من أمر ربي ،أي يتلقى ماقدره الله من أوامر إليه على هئية فيوضات نورانية ،
وماأوتيتم من العلم إلا قليلا ،أي مايصلكم منه أي من الروح إلا القليل وذلك بحسب بحثكم وتدبركم وتفكركم ....إذ إن العلم بالدين وفرائضه وواجباته لايأتينا إلا من خلال الرسول البشر المُتلقي علمهُ وأوامره من الروح  الأمين مبعوث الإله الواحد، وأما باقي العلوم الأخرى فتأتي عن طريق الملائكة التي يتصل بها الباحث ،العقل ،ليقطف مايشاء من الثمار اليانعة ،
ولكون الدين ضرورة لإستقامة الجنس البشري على نهج خالقهم كان لابد من إيصاله عن طريق جبريل عليه السلام النبع الأول المتلقي أمره وعلمه من ربه مباشرة ،لأن الدين متعلق بالله وبالإيمان به وبوحدانيته وألوهيته وبحقه الذي لاينازعه في أحد فيقوم بإيصاله إلى ممثل الله عند البشر (النبي الواسطة )...
وأما باقي العلوم فتتأتى للإنسان بحسب إجتهاده الفكري والتدبري لأنها مسائل نسبية متفاوتة بحسب الزمان والمكان .... ربما أكون قدأصبت ،،، هذاوالله أعلم .
...، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وسلم تسليماً كثيرا ورضي الله عن صحابته الأبرار الأخيار .





((أقراء المــزيد)) ..........