من واقع قصة شاهدتها بعيني وسمعتها بأذني صغت ُ هذه القصيدة إليكم بعد أن التقيت ُ ببطلها وهو غلام ُ ُ لايتعدى عمره التسع سنوات، كان يتسلل من اليمن إلى الأراضي السعودية بقصد التسول فطلبت منه مرة أن يحكي لي قصته ،فقال :أنا وحيد أبي وأمي من الذكور وبقية إخواني من الإناث، أبي لايحسن شئيا سوى النوم ومضغ القات وما اجمعه أنامن التسول اذهب به إليه ليصرف جُلهُ في القات ؟؟
ولكني بدأت منذ مدة اخبي جزء من المال لكي اشتري به أغناما من دون علم أبي ،؟؟
وحين يصبح معي خمسين رأس منها ساترك أبي وأمي واذهب لأرعاها وأتاجر بها في السوق وأعيش منفردا عن أبي وأمي وأخواتي؟وأترك التسول .... .إن طفلاً بهذا السن حُرم من التعليم ومن ابسط الحقوق التي له ....وصل به التفكير إلى هذا الحال بسبب الأهل القساة الذين يستغلون أبنائهم في التسول ليكونوا مصدر دخل غير مشروع ،فلا حول ولاقوة إلا بالله العظيم ...فقلت نظما وعلى لسان هذا الطفل ....
وجه ‘‘الرصيف‘‘ كوجهي رغم قسوتهِ
لا فرق إلا بأني كنتُ إنسانا!؟
تمُر فوقي كما مرت به قددُ ُ
من النعال، ، وعين البؤس تغـْشانا
أبيّت لكن ، أبي أمي ، أرادا بما
صاغاه عيشا ً وما خطاه ُ تبيانا؟
رسم ُ ُعلى صفحة المجهول قد رَسما
مشروع ربح ٍ ، فباء البيع خسرانا
كنت جنيناً ببطن ٍ حمله ُ كـُـرَهـُ ُ
وازداد كرهي بوضع ٍ قد تـَغـَشانا
عينايا فقرُ ُ وجوعُ ُ قد تراء لها
وجه الحياة بلون الحزن قد ران َ
ران على خافقي المسكين أوأده ُ
فكان سجنا ً وطول الحال سجانا
بعتُ الأنين ولم اجني سوى سغبٍ
نثرتُ دمعي على ‘‘الأقدام‘‘ ألوانا
مليون طفل ٍ هنا مثلي يَميدُ بهم
ذل السؤال ، شواظ ُ ُ قد تلظانا
لاعلم يُجلي ظلاماً بتنا نسغبهُ
ولا مُعينا ً يُداني منا عرفانا
فسورُ فقري وأغلالي ومعتقلي
قد أوثقوني بقيد ٍ فيه ِ طغيانا
سئمت عمري أمد الكف اخفضها
أنشودتي (يا عباد الله إحسان َ)
من منقذ الطفل مكلوما ًً بدمعته ِ
يواري مافي دموع العين قد بان َ
من منقذ الروح من هدم ٍ يراوحها
طفلُ ُ تلظى به الإملاق نيرانا
سئمت فقري ، سئمت الحال يا أبتي
فالحال بؤسُ ُ ، فليت الحال ماكان َ
من دولة البؤس جئتُ سائلا ً وهـِناً
خلفي الهموم أجر الحزن ألوانا
وُسِمتُ بالسحت،ألا للسحت قد نـُسبت؟
أرضي وأضحت لهذا الاسم عنوانا؟
ونحن كنا وكانت أرضنا علم ُ ُ
تهفو القلوب وتدنو منها سكانا
فويح ،أمي ،مـَن بالحال قد رضيّت ْ
وويح ،وال ٍ ،بعود ِ ‘‘القات‘‘سكرانا؟
و ويح قومي تنادوا بالتقى وهـُم ُ
منه براء ُ ُ ،أحالوا الدين نقصانا ؟
يا رب إني وجسمي ناحل ُ ُ هرم ُ ُ
من حر شمس ٍ ومن ليل ٍ تأسانا
كن لي معيناً ارحم يا إلهي فتىً
إليك يشكو زمان الظلم كفرانا
قيّظ له من رفاق الدين مَن علموا
إن الفقير له حقُ ُ وإحسانا
لكن بغير الذي نـُبديه ِ نعلنه ُ؟؟
بل في خفاء ٍ يوارى الخير إيمانا
أو أغنني من يدٍ ملأ َ بما غدقتْ
وعف نفسي إلهي من وصايانا ؟.
كلمات ابوريان الدبعي
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
*******************************************************************