Cool Red Pointer
Glitter -->

شريط الإهداءت

السبت، 30 أكتوبر 2010

( تأملات أبوريان ) تمهيد لقراءة التأملات

_____

تأملات أبوريان في بداية خلق الإنسان
(تمهيد)

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله القائل ،(افلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها)والصلاة والسلام على النور المرسل من ربه إلى الناس كافة وعلى آله الطيبين الطاهرين...
أيها الأخوة الكرام والأخوات الكريمات ، يا أرباب العقل والفكر المستنير في منتدانا منتدى ملة إبراهيم حنيفا الذي أنتم به كالنجوم المضيئة  ،
 السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...وبعد
أنني وأنا أضع بين أيديكم  هذه النماذج من الإشارات والتلميحات إلى بعض التفاسير التي وردت في كتب السلف ،يرحمهم الله ، لبعض من آيات القرآن الكريم، والتي
أ ُقتبس كثير منها من الإسرائيليات  ،لأرجو منكم أن تتأملوها بتعقل قلوبكم وتحللوها بمنطق العقل الذي خاطبنا به القرآن الكريم  وخصنا به الرحمن الرحيم  وجعله مركز التكليف للإنسان ، وبالكمال الذي أتى به منزلا ...الذي هو معجزة الله التي لا تنقضي عجائبه كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وعلى آله ، ،والذي ماوضع حرفا ً إلا وله دلالته ومكانه ،
فمثلا ً أبحثوا عن تفسير آيات الملكين هاروت وماروت وماذا قيل في تفسير قصتهما ومن عدة مؤلفات للسلف؟،
أبحثوا عن تفسير قصة النبي داوود عليه السلام حين قضى بين الأخوين اللذان تسورا المحراب ومن عدة تفاسير ؟،
أبحثوا عن تفسير قصة طالوت بعد أن قتل داوود جالوت وكيف نال الملك؟،
أبحثوا عن تفسير قصة موسى عليه السلام حين جاءهُ ملك الموت ليقبض روحه وماذا صنع به  موسى؟ ،
أبحثوا عن تفسيرالقصة التي حدثت بين النبي يوسف عليه السلام وامرأة العزيز وماذا قال المفسرون في قوله تعالى ،لولا أن رأى برهان ربه ؟وماقبلها،
أبحثوا عن تفسير سفينة نوح وماحمل فيها من المخلوقات الحيوانية ،والتي كان عددها بالملايين  وحللوها  تحليلا ً منطقيا ً )
ابحثوا عن تفسير قصة ابني آدم وأمعنوا فيها النظر وحللوها تحليلا دقيقا وشخصوا أعينكم وعقولك إلى سبب نزاعهما؟.
أبحثوا عن تفسير كيفية موت سليمان عليه السلام ؟
وغيرها من القصص والأحداث الأخرى ،والتي لا يقبلها قليلي العلم   فكيف بالعقلاء والمتدبرين ؟
وأعني هنا بالتفاسير وليس الآيات .
وماهذا إلا غيض من فيض .
و لولا الإطالة لقلت أكثر ،ولكن أبحثوا عن هذه القصص في بطون كتب التفاسير وفي كل ماوصل إلينا منها لتروا أوجه الخلاف الذي يعتريها واللا عقلانية فيها ،وماهذا إلا لأنها لم تعتمد على الكتاب أو السنة والعقل والممكن والبديهيات  ،بل أعتمدت في كثير من مصادرها على المنقول من كتب القوم (اليهود)،وهذا كما قلت فيما يختص بالآيات الكونية والمعجزات وبعض الأحداث التي وقعت للأنبياء والآيات التي تتحدث عن البدايات لآدم الأول ،ولا أعني هنا تفسيرالآيات التي تروي لنا قصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع قومه المشركين ومع اليهود والمنافقين أوعن غزواته أوعن المسائل الفقهية أوعن العقيدة ،فهذا أمر أنجزه الله وأتمه على يد رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم والذي بدوره أبانه للناس ،فنقلوه الصحابة ومن بعدهم السلف إلينا كما هو وبأمانة ،
أنما أعني الأمور التي فيها تفكر وتدبر وتلك المسكوت عنها والتي تركت للمتدبرين والمتفكرين في كل زمان ومكان،ونحن هنا لاننكرفضل أولئك  السلف فهم رحمهم الله قد بذلوا مابوسعهم لفهم تلك الآيات من واقع علمهم ومعطيات زمانهم وفهمهم لها ، فرحمهم الله على ماقدموا .
وقبل أن أبدا لي همسة في آذانكم الواعية  ولكن بعد أن تقرءوا هذه القصيدة العصماء،
بكــت عــينـي وحـق لـها بكاهـــا *** ودمــــع الـــعـــين منهمل يسيح
فـــمـا لـي لا أجــود بسـكـب دمع *** و هـابــيل تضمّنـه الـضــريـــــح
رمــى قــابـيـل هـــابــيــلاً أخـــاه *** وألحد في الثرى الوجه الـصبيح
تغـــيرت البـــلاد ومـــن عـــليها *** فــوجــــه الأرض مــغــبر كشيح
تـــبدل كـــل ذي طــعــم ولــــون *** لـــفـقـدك يا صــبــيـح يا ملــــيح
أيا هـــــابــيل إن تــقــتـل فإنــــي *** عـــليك الــــدهر مكتـئـب قريــح
فأنت حياة من في الأرض جميعاً *** وقــــد فــقـدوك يا روح وريـــح
وأنـــت رجــيــح قــدر يـا فصيح *** سلـــيم بـل ســـميح بــل صبيـــح
ولــــسـت مــيـت بـــــل أنت حي *** و قــابــيــل الشــقي هو الطريـح
علـــــيه السخــط من رب البرايا *** و أنت عـــليـــك تسليم صريـــح
كلمات الشاعر :آدم عليه السلام!!!
فأجابه إبليس يقول :
تـنوح على البلاد ومن عليها *** وفي الفردوس قد ضاق بك الفسيح
وكـــنت بها وزوجك في نعيم *** مــن الــمــولـى وقـلـبك مسـتريـــح
خـدعتك في دهائي ثم مكري *** إلــــى أن فـــاتـك الــعيــش الرشيح .
وليت شعري  كيف نقلت إلينا هذه القصيدة منذ  حوالي  ثمانية الأف سنة تقريبا ً إن صحت روايتها ...،وبأي أداة نقلت ؟مع العلم أن المؤرخين يقولون أن أول من خط بالقلم هو النبي إدريس عليه السلام ,فضلا ً عن كون القصيدة باللغة العربية الفصحى التي اكتملت أركانها وأحرفها واختزلت الكثير من الصور الشعرية ذات التجربة الجزلة ،
و جميعنا  يعلم بأن اللغة عموما ً في تطورمستمر مع تقدم الزمن وتغير المكان ونشوء أفكار جديدة ومسميات ومصطلحات حديثة تثريها  وتزيدها متانة وسعة أفق ، وإن هذه القصيدة لتدل على قرب عهد بنا ؟كما أن الشعر نتاج فكري ولد من رحم الرغبة في التغير النمطي للتعبير الكلاسيكي المعتاد .
وعلى أطلال هذه القصيدة  سنضع تذكارا لسؤالين مهمين وهما :
هل كان آدم محتاجا ً  للغة في وقته الذي خلق فيه وإلى تغيير نمطية التعبير عمايريد ؟
وهل كانت لديه ثقافة لغوية لتبرزها لنا هذه القصيدة ؟
الجواب عندكم ؟
فنحن اليوم حينما نتخاطب مع بعضنا فإن مجمل العبارات  وتركيباتها مصدرها علم مسبق بحروف ومفردات وثقافة وتنوع مواضيع تثري وتسهب في اللغة وفي تصوير أمر ما ،كما تراكمات معلوماتية وفكرية متصلة بمامضى ،
 فماذا ياترى كان يقول آدم مثلاً حين يجلس مع أبنائه أو زوجته ؟هل كان يحدثهم عن أحداث العالم السياسية أم عن الموضة أم عن أخر المستجدات الاقتصادية أم عن علوم الفيزياء و الكيمياء أم عن الأدب والشعر كما رأيناه في قصيدته العصماء ، و إذا سلمنا أنه قد كانت له لغة فما لغته وماثقافتها ومامرجعيتها ومعطياتها التي بنيت عليها ؟؟
إن لغة آدم يا أيها الأخوة الأعزاء ما كانت إلا لغة الفهم والتصوير الحركي والإشارة  ليس إلا ؟؟
نعم ...
فلا تتعجبوا من قولي هذا
وانظروا أولا ًماذا قال الله عن أبن آدم الذي قتل أخاه ؟،
قال تعالى :(فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوءة أخيه)
كم مررنا على هذه الآية مرور الكرام وكأنها لاتعني أو تدل أو ترمي إلى شئ بناء ً على قاعدة ،(لا تفيد جاهل ولا تضر عالم؟؟
مع العلم أنها لم تـُنقل إلينا إلا لحكمة ومعنى ...وبالمقابل  لم ينقل إلينا القرآن كيف تمت الجريمة وبأي أداة ؟
أبسيف ام بسكين أم بحجر أم بفك حمار كماقيل في بعض التفاسير، فبعض من  هذا لم يكن متوفرا ً بعد ،كالسكين والسيف ؟؟
فسُكِت عنه لمعلومه بالضرورة ولكن نقل إلينا كيف دفنه ؟ مع ملاحظة أن عبارة (سوءة)تكررت في موضعين أثنين في زمن آدم ؟وهما ،الأول في الجنة بعد أن ذاقا ً الشجرة والثاني هنا في أحداث الجريمة والتخلص من الجثة ،وهذا يعني أن اللغة التعبيرية الحركية كانت تسمي كل ذنب أو معصية ،بالسوءة ،
فتدبروا آيات ربكم وعظموها فهي تنقل لكم التاريخ كما كان بالصورة الحركية المباشرة الكلية ، ولاتقولوا أن البحث فيها لا يفيد ولا ينقص كماقال البعض ؟
فلم ينقلها الله لنا عبثا ً أو اعتباطا،بل إن التأمل في مثل هذه الآيات يعرفنا عظمة القرآن وعجائبه وأسراره  ويزيدنا إيمانا بالله......
فالله عز وجل قد وصف حال مرتكب أول جريمة على وجه الأرض  للإنسان العاقل ،(إنسان مابعد النفخة ) وبأسلوب فني  حركي وربط أسبابها بمسبباتها ونقل الصورة لتصبح فيما بعد لغة تخاطبية صوتية،(علم الأنسان مالم يعلم )وهذا ماينطبق علينا وعلى من قبلنا وعلى من بعدنا من أجيال مابعد آدم الأول ، وهو الترقي في الفهم ثم اختزال الأحداث وسردها ببعض الأصوات المماثلة للحدث ثم التعبير عنها بحروف يتضح من خلالها المقصود ،و ماكان هذا ليحدث إلا  بفضل العقل الذي أصبح يمتلكه آدم بعد النفخة الربانية وبفضل الأسماء التي تعلمها ،والتي من خلالها يستطيع أن يسمي  أي شئ بأسمه الذي يناسبه ،وما نراه الأن من مسميات بالملايين بل بالمليارات للأشياء المخترعة أوالمصنعة إلا بفضل تلك الأسماء التي علمها آدم الكل وليس الفرد.
وتأملوا معي حين قال( أسماء، ولم يقل حروف ؟
فالأسماء كلية والحروف أدوات تركيبية للأسماء ،وقدكان الأولى أن يعلمه الحروف كما يفعل المتعلم المبتدئ لكي يستطيع بعد ذلك تركيب الكلمات والتعبير بها عن مايريد ،ولكن الله علمه الكليات من الأسماء لماسوف يراه ويواجهه  من أحداث ومراحل في فترة بقائه على الأرض ،لأن الأسماء تسهل عليه فهم الواقع الكلي المحيط به كما الزمان والمكان والتكيف معهما وإدراك نفسه وربه )وإن لنا لشواهد في كتابات  الأوائل الذين اخترعوا الكتابة قبلنا ،حيث كانت كتاباتهم رسما ً وصورا ً أكثر منها حرفا ً وكلمات مركبة من الحروف ،كالكتابة الهيروغليفية الفرعونية وماذاك إلا لأن اللغة كانت تصويرية مُجسِمة وليست معبرة ولازالت الكتابة الصينية أيضاً تحمل في طياتها ذلك العبق القديم في عصرنا الحاضر؟.
و مما سبق ذكره ندرك بأن أدم لم يكن له لغة يعبر من خلالها عما يريد بمفهوم اللغة لدينا الآن ،لكنه كان يدرك ماحوله من خلال تلك الأسماء ،(المفاهيم الكلية التي ركبت فيه  وفي عقله(مصنع أنتاج الأسماء ))
وهي كما قلنا أسماء حركية يتدبرها فيفهمها ويصوغها بلغة المجسمات التصويرية البسيطة دون تكلف،
كما أنني أريد هنا أن أشير إلى أن لغة القرآن تعبر وبشكل دقيق عن كل حقبة بما يلائمها ؟
فنلحظ مثلا ً أن جيل آدم عبر عنها القرآن بكلمات جدا ًبسيطة وسهلة .... بإ فعل ولا تفعل.. وأحذر ..وأهبط ،إلى غيرها من المفردات التصويرية البسيطة و كلها حالات استقبال (تلقي ) من غير تبادل حواري؟ ....فلم ينقل إلينا مثلا ً أن آدم تكلم أو خاطب أبنه أو زوجته أو حتى الشيطان ،فكل الأحداث التي نقلت إلينا عبر لغة القرآن الكريم كانت عبارة عن وصف ٍ للحال وللوقائع  من دون لغة متكاملة العناصر ؟
(لاتتعجبوا فالقرآن لديكم فابحثوا فيه لتتاكدوا؟
،و لكن وفي عهد نوح ارتقى الخطاب قليلا ً من لغة الإشارة المصاحبة للصوت المقطع إلى لغة مفردات مركبة من حروف كما في حوار نوح عليه السلام مع قومه وهو يذكرهم ببداياتهم وبالذي أنبتهم من الأرض نباتا وبنعم ربهم عليهم  .... إلى أن نصل إلى قوم إبراهيم عليه السلام ومن تلاه من الأنبياء والذين أنتشرت في زمانهم العلوم وكذا القراءة والكتابة والصناعة ،
وفي عهد نبينا محمد عليه وعلى آله الصلاة والسلام كانت اللغة في أوجها رغم أميتهم ، فقد كانوا هم الفصحاء والبلغاء فكان لابد للخطاب أن يرتقي ليواكب ماوصلوا إليه  من ثراء لغوي وأدبي وعقلي...
فرقي اللغة يوازي رقي العقل والتفكير وبالتالي زيادة التكاليف الشرعية كالصلاة والصوم والزكاة والحج وغيرها من التكاليف الأخرى التي لم تكن إلا في حدود ضيقة في زمن آدم ومن تلاه من الأنبياء... وبلغت شأواً في زمن الفصاحة والثراء اللغوي في زمن النبي الخاتم الذي كانت أول  آية نزلت عليه هي ،أقراء، لأنها مفتاح علم العصور المتوالية من بعده ،
ولعل سائل يسأل ويقول ،ولكن آدم خاطب ربه بعد أن عصاه ودعاه ليغفر له ؟
نقول وبالله التوفيق ،إن الله سبحانه وتعالى ينقل لنا وعلى لسان كتابه الكريم وبوعاء اللغة المتحدث بها مراد المتحدث ومقاصده من واقع علمه سبحانه وتعالى بذات المتكلم ولسان حاله ،فآدم بعد أن ارتكب المعصية تاب وندم على مافعل ومن نتائج ندمه التأنيب للنفس والحال وبالتالي رغبتهُ  في أن يقول قولا ً يعبر به عن ندمه فكانت لغة النفس والحال التي نقلها الله لنا بلغة ٍ قرآنية عربية.... هي المعَبر عنها في الآية لعلمه سبحانه وتعالى بها ، وإليكم الدليل والشاهد لقولي هذا ،
قال تعالى على لسان الهدهد(فمكث غير بعيد فقال أحطت بمالم تحط به وجئتك من سبأ بنبأ يقين إني وجدت امرأة تملكهم وأوتيت من كل شئ ولها عرش عظيم وجدتها وقومها يسجدون للشمس من دون الله وزين لهم الشيطن أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لايهتدون ألا يسجدوا لله الذي يخرج الخبء في السموات والأرض ويعلم ماتخفون وماتعلنون الله لاإله إلا هو رب العرش العظيم))
 إن هذه اللغة ليست لغة هدهد كمايتصور البعض ؟؟؟
ـــ بل هي لغة تعبير من لدن حكيم عليم طوع اللغة العربية لتفصح عن مراد هذا الطائر المؤمن الذي لن ترقى لغته أبدً إلى هذا السمو البلاغي ،فهو  لايحسن إلا  لغة الحركة المصاحبة للصوت والإشارة والتي كان يفهمها سليمان عليه السلام كونه عُلِّم منطق الطير فعبر عنها القرآن بلغة ثالثة أخرى تختلف عن لغة الهدهد الحركية وعن لغة سليمان العبرية  ، وهكذا هو حال القرآن الكريم .... فلو أنه نزل بلغة أخرى غير العربية لطوع مفرداتها لتصف الحال والمشهد والصورة لمن يتحدثون بها ،
وهنالك مثل آخر  نقرأهُ في آية أخرى  والذي  تمثل في تحذير النملة لقبيلتها حين وصل جيش سليمان عليه السلام إلى وادي النمل وهي لغة طوع الله لها لغتنا العربية لتنقلها وتقوم بوصفها لتقراء وليُفهم مبتغى قائلها ولسان حاله ومراده  .
هذا والله أعلم ،وصلى الله على محمد وعلى آله وسلم .
 (يتبع)
في الفقرة القادمة (وقفة مع هبوط آدم وتكون الجنين)
مع أعطر التحايا
أبوريان الدبعي

..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

*******************************************************************